الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وفيات الفيسبوك

وفيات الفيسبوك

خلال الشهور الماضية وتحديدًا منذ بدء جائحة كورونا وأخبار الوفيات على موقع الفيسبوك فى تزايد مستمر فى البداية لم يكن يمر يوم إلا ونجد منشورًا من أحد الأصدقاء للإعلام عن وفاة قريب له من الدرجة الأولى إلى الرابعة أو أحد الأصدقاء أو أحد الجيران أو أحد الشخصيات العامة ثم تزايد المعدل وأصبح هذا الخبر يطالعنا عدة مرات يوميًا وهو ما دفع الكثيرين إلى الإصابة بحالة من الهلع وانقباض الصدر دفعت البعض إلى إغلاق صفحاتهم تمامًا لتجنب تلك الأخبار الحزينة والصادمة.



ومع التجويد المستمر لحالة ما يمكن أن نسميه «صفحة الوفيات الإلكترونية» بدأ البعض فى تذكيرنا بالذكرى السنوية لوفاة قريب أو صديق وصلت أحيانا إلى الذكرى الخمسين أو أكثر.

جاءت نشرة المواليد والوفيات والتى يصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لتوضح أمورًا كثيرة منها أن ارتفاع نسبة الوفيات فى النصف الأول من 2021 بمقدار 14.9% مقارنة بنفس الفترة من عام 2020 حيث وصل إجمالى أعداد الوفيات إلى 383651 حالة. أما بالنسبة للمواليد فقد أظهر التقرير إلى أن مصر سجلت انخفاضًا فى عدد المواليد بنسبة 8.9% فى الأشهر الستة الأولى من 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020 حيث وصل إجمالى أعداد المواليد المسجلين إلى 989435 طفلًا.

الحساب البسيط للأعداد يوضح أن أعداد المواليد تزيد على 2.5 ضعف حالات الوفاة فى نفس الفترة ولكن الرصد لشبكات التواصل الاجتماعى لا يظهر هذه النسبة بل أحيانا تمر أيام وربما أسابيع قبل أن نصادف خبر ميلاد فما الأسباب؟.

هل يمكن أن نعتبر أن المستخدمين للفيسبوك لديهم حظ سيئ، حيث يتعرضون لحالات وفاة فقط ولا توجد حالات ميلاد أم أن الموروث الشعبى والخوف من الحسد يتدخلان لإخفاء الأخبار السارة ومنها الإنجاب. أم أن من لديهم حالة وفاة يحتاجون لإعلام أكبر قدر ممكن من الأصدقاء وأيضا الحصول على الدعوات بالرحمة ولا يعنى من لديهم حالة إنجاب أن يعرف الجميع ولا أن يحصلوا على أمنيات بمستقبل باهر للطفل الصغير.

وبعيدًا عن السخرية أو محاولات التحليل البائسة مثلما حاولت فى السطور القليلة الماضية إلا أن الأمر يحتاج إلى رأى من علماء الاجتماع المتخصصين لتفسير تلك الملحوظة ومحاولة عودة الأمور إلى اتزانها واتساقها مع واقع البيانات وأيضا ليعود من هجر الفيسبوك ليهنئ أصدقاءه بالمولود الجديد.