السبت 16 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الملكة ديهيا ملكة الأمازيغ القوية

الملكة ديهيا ملكة الأمازيغ القوية

فى التاريخ العربى أو لنقل تاريح المنطقة حكايات وسير لأبطال وخونة وزعماء وأقوام مجهولون لم يعطهم التاريخ حقهم كما ينبغى ومن هذه الأقوام «الأمازيغ «أو البربر وهم قوم كانوا موجدين قبل ظهور الإسلام وقاوموا الغزو العربى لبلادهم ومناطقهم مقاومة شديدة ، وكانت قبائل الأمازيغ أو معظمها تتركز فى جبال الأوراس وعندما تحرك القائد العربى حسان بن النعمان لدخول مناطقهم ظهرت سيدة قوية كانت تحكم إحدى هذه الممالك الأمازيغية هى الملكة ديهيا وهى ملكة أمازيغية حكمت شمال إفريقيا ولدت وعاشت فى جبال الأوراس بالجزائر وكانت امرأة قوية الشخصية ولديها الحنكة والفطنة والدهاء فى تسيير دواليب الحكم ولذا حكمت مملكتها لخمس وثلاثين سنة وعاشت مائة وسبع وعشرين سنة قبل أن تقتل على يد القائد العربى حسان بن نعمان عام 74 هـ.



ويصف المؤرحون الملكة ديهيا بأنها كانت امرأة قوية الشكيمة تولت زمام الحكم بحكمة وحزم قل نظيرهما فى التاريخ وتمكنت من توحيد أهم القبائل الأمازيغية حولها خلال زحف جيوش الغزو الإسلامى فبعد مقتل كسيلا كبير قبيلة أوربة الأمازيغية على يد المسلمين فى الجزائر زحف هؤلاء إلى مملكتها وساندتها قبائل أمازيغية كثيرة فى مقاومة الهجوم العربى وصمدت فى وجه جيوش المسلمين وتمكنت من هزيمتهم وطاردتهم إلى أن أخرجتهم من إفريقية (تونس حالياً).

ولكن حسّان بن النعمان الذى كان يتولى قيادة جيوش المسلمين انتظر مدة من الزمن ثم هاجمها مجدداً بعد أن وصلته الإمدادات العسكرية وزحف إلى مملكة ديهيا وقتلها عام 74هـ. 

عدد كبير من المؤرخين درج على وصف الملكة ديهيا بـ«الكاهنة»، وابن خلدون نفسه يصفها حين يتحدث عن نسبها قائلا: «وكانت زناتة أعظم قبائل البربر وأكثرها جموعاً وبطوناً وكان موطن جراوة منهم جبل أوراس وهم ولد كراو بن الديرت بن جانا وكانت رياستهم للكاهنة ديهيا بنت تابنة بن نيفان بن باورا بن مصكسرى بن أفرد بن وصيلا بن جراو. وكان لها بنون ثلاثة ورثوا رياسة قومهم عن سلفهم وربوا فى حجرها فاستبدت عليهم وعلى قومها بهم وبما كان لها من الكهانة والمعرفة بغيب أحوالهم وعواقب أمورهم فانتهت إليها رياستهم وتنازعت كثير من الأقوام اسم هذه الزعيمة الشجاعة لحد بعض الكتاب اليهود سموها ديبورا وهو اسم يهودى معروف أو كهينا نسبة إلى اسم «الكهن» أما الكتاب العرب فسيلصقون بها جميع الصفات المحطة بالإنسان بسبب مواجهتها للفاتحين العرب وعدم قبولها بالتسليم فى أراضى البربر لصالح هؤلاء الغزاة القادمون من الشرق. 

ديهيا خلفت» كسيلة البربري» بعد موته فى زعامة البربر الأحرار وكانت كما يقول المؤرخون الأمازيغيون أن ديهيا فارسة البربر التى لم يأت بمثلها زمان كانت تركب فرسا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها، ويمكننا القول إن «ديهيا تابنة نيفان» كانت امرأة أمازيغية جزائرية أظهرت جدارتها وقوتها وكفاءتها فى تحمل المسئولية غير أنه لا توجد دلائل تثبت لنا إذا كانت هناك نساء حكمن الجزائر قبلها أم لا ما دامت المصادر التاريخية الموجودة لا تكشف عن تاريخ الأمازيغ القديم الا القليل.