الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مكالمة التليفون الأحمر

مكالمة التليفون الأحمر

خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى وخلال عقد الخمسينيات من القرن الماضى انتشرت الأنباء عن وجود تليفون أحمر اللون فى كل من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية-البنتاجون- والكرملين متصل بخط مباشر بين المبنيين ليقوم رؤساء الدولتين فى استخدامه والاتصال من خلاله بصورة مباشرة فى القضايا المهمة والمصيرية وخاصة تلك المرتبطة بالتسليح النووى وتبعاته.



يقال إن هذا التليفون استخدم خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وخلال حربى 1967 و1973 وحرب الهند وباكستان عام 1971 وما تلتها من أزمات ثم تحول فى عام 1986 إلى جهاز فاكس ومنذ عام 2008 تحول إلى تواصل من خلال البريد الإلكترونى.

ولكن يبدو أن ازدياد الهجمات السيبرانية الروسية والتى استهدفت العديد من المنصات والأنظمة الفنية بالولايات المتحدة الأمريكية هو ما دفع الرئيس جو بادين إلى الاتصال التليفونى المباشر منذ عدة أيام مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتن من أجل وضع حد لتلك الهجمات وسواء كانت تتم من خلال الإدارة الروسية أو من خلال مجموعات منفصلة من داخل روسيا وغيرها.

أغلب تلك الهجمات يكون من النوع «الفدية»Ransomware والتى تقوم بتشفير الملفات وإيقاف الأنظمة الفنية عن العمل تمامًا ثم يتم ابتزاز أصحابها لدفع مبالغ مالية طائلة لفك التشفير وإعادة تلك الأنظمة إلى العمل مرة أخرى مثلما حدث مع إحدي أكبر شركات تصنيع اللحوم الأمريكية وتدعى JBS حيث وصل المبلغ إلى 11 مليون دولار كما تم اختراق شركة برمجيات أمريكية تعمل فى 17 دولة حول العالم مما أثر على أكثر من 1500 عميل وكان مبلغ الفدية 70 مليون دولار.

مكالمة بايدن لبوتن حملت طلبا صريحا من الرئيس الأمريكى بقيام روسيا بالتعاون لتسليم المخترقين حتى ولو لم تكن الهجمات مسئولية الحكومة الروسية وأن يتم تعاون أكثر فاعلية فى عملية تسليم المجرمين وتبادل المعلومات الفنية حيالهم.

لم يكن هذا فقط كل ما دار فى المكالمة بل حملت طلبا أمريكيا صريحا للإدارة الروسية لمكافحة تلك الجماعات وأن يتم التواصل بين الرئيسين بصورة دورية كلما شعر أحدهما بوجود هجمات تؤثر على مصالح أى من البلدين.

تلك المكالمة والإعلان عنها يحملان دلالات متعددة ليس على مستوى الدولتين ومصالحهما فقط ولكنها قد تكون بداية لأنواع جديدة من المباحثات بين القادة والزعماء.