الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بساطة التطبيق

بساطة التطبيق

مشكلة كبيرة وآفة مدمرة تلك المرتبطة بالميل إلى التعقيد فى وضع الخطط والحلول خاصة تلك المرتبطة بالتكنولوجيا فالشركات المقدمة للحلول الفنية المختلفة سواء أكانت برمجيات  Software أو مكونات مادية Hardware ترغب دائما فى زيادة المبيعات وذلك عن طريق فتح المزيد من الأسواق وأيضا من خلال جعل الأسواق المستقرة الحالية  فى حالة احتياج دائم لكل ما هو جديد وهو ما تقدمه تلك الشركات على الدوام بغض النظر عن مدى الحاجة الحقيقية لهذا «الجديد» وجدوى التطوير من عدمه.



بالطبع لا أقول كل الشركات ولا أقول فى كل الأحوال وإلا أكون متجنيًا على العديد من الشركات التى تقوم بالتجديد من منطلق التحديث و رفع الكفاءة وهى شركات قليلة مقارنة بالأغلب الأعم الذى يضع قضية الأرباح فى المقام الأول بل أحيانا يقوم بخلق احتياج غير حقيقى لدى العميل ليقوم ببيع منتجاته إليه وفى الأحيان الأخرى يدخل فى قلبه الرعب من استقرار و استمرار الأنظمة- كما يحدث فى حالة الهجمات السيبرانية- ليقوم ببيع المزيد من الأنظمة الفنية للحماية و لضمان استمرارية الأعمال بلا انقطاع.

كل هذا معروف و متوقع و حادث بالفعل وربما ليس فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فحسب فتلك قضية أزلية مرتبطة بالناحية الاقتصادية فى المقام الأول.

إحدى القصص غير الصحيحة والمتداولة فى هذا الشأن ما يتردد بشأن إنفاق وكالة الفضاء الأمريكية – ناسا- لملايين الدولارات من أجل تطوير قلم للكتابة داخل مركبات الفضاء لمقاومة انعدام الجاذبية ومشكلة استقرار الحبر التقليدى على الأوراق وهى المشكلة التى قام الروس بحلها ببساطة من خلال الكتابة بالقلم الرصاص وأجنبهم لتلك التكلفة المالية الكبيرة التى تم إنفاقها لتطوير ما أطلق عليه «قلم الفضاء» وصحة الرواية أن وكالة ناسا توقفت عن الاستمرار فى تطوير هذا المنتج عندما وجدت أن التكلفة ستكون كبيرة وعادوا إلى الأسلوب التقليدى باستخدام القلم الرصاص المعتاد.

من القصص الأخرى التى توضح الفكرة ما حاولت إحدى شركات تعبئة المياه الغازية فى الزجاجات البلاستيكية للتغلب على مشكلة خروج بعض الزجاجات من المصنع فارغة تماما وقيام المصنع من خلال وحدة البحث والتطوير به من تطوير نظام يعمل باستخدام تقنيات وأشعة اليزر لكشف الزجاجات الفارغة وهو ما قام أحد العمال القدامى بالمصنع من التغلب عليه من خلال وضع مروحة صغيرة قريبًا من خط الإنتاج وذلك لاستبعاد الزجاجات الفارغة جراء قوة اندفاع الهواء المسلط عليه.

هذا الفكر وهذه الأساليب وإن بدت ساذجة أو بسيطة إلا أنها تفى بالغرض تمامًا وتوفر عشرات الآلاف من الدولارات وهو نهج أتمنى أن يلتفت إليه كل من يقوم بوضع تصور لاستخدام التقنيات الفنية الحديثة خاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات وذلك لحل مشكلة قائمة أو لرفع كفاءة العملية الإنتاجية وزيادة رضا العملاء.