الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
ليه لأ!

ليه لأ!

صغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات تحتضن عرائسها بحب واهتمام.. تعتبرها أطفالها ومسئولياتها.. تحافظ عليها وترعاها.. إنها مشروع أمّ جاهز بالفطرة، هى المعلم والطبيب.. هى الطباخة والخياطة والممرضة إن لزم الأمر.. لم تتعمد أمها تدريبها، ولم تتلق دورة تدريبية أو تأخذ كورسا أونلاين ولم يفرض عليها المجتمع هذا التخصص، ومن ثم إجبارها على ممارسته مستقبلًا؛  بوصفه مهمة إلزامية، وواجبا مفروضا!



أطل علينا مسلسل ليه لأ حاملًا لنا معانى ومبادئ إنسانية عظيمة  تعيد نشر قيم التكافل الاجتماعى والتراحم بين أفراد المجتمع وعلى وجه خاص كفالة اليتيم ، وهى إحدى القيم النبيلة التى نادت بها جميع الأديان، إذ تجسد منة شلبى فى المسلسل الذى تدور أحداثه فى 15 حلقة، دور طبيبة عيون، وتقدم شخصية «ندى « التى تسعى لتحقيق حلم الأمومة من خلال التبنى، وما تواجهه من صعوبات فى سبيل تحقيق ذلك.

تولد الأنثى أمًّـا؛ لذلك فهى لا تحتاج إلى زواج يعقبه حمل أو ولادة لتكون هذه الأم! وسواء تزوجتْ أم لا، وسواء كانت مُنجبة أم لا – لأى سبب كان – هى أمٌّ بامتياز شديد، فحين نتحدث عن فطرة الأمومة؛ فهذا يعنى أنها ككائن بشرى أنثوى لديها من الامتيازات الطبيعية، ما ليس لدى قرينها الرجل،  لديها هرمونات أموميّة تتجسد لنا عند أول استيعاب أو إدراك للطفلة لمحيطها والعلاقات البسيطة حولها، وقد اكتشف العلم الحديث هذه الهرمونات لدى الأنثى، والأجمل كيف أنها تؤثر مستقبلًا على الرجل؛ ليشاركها المشاعر نفسها، وكأن هناك عملية انتقال غير مرئية أو محسوسة لهذه الهرمونات بين الزوجين، مسئولة عن توصيل مشاعر مشابهة لغريزة الأمومة إلى الرجل؛ فيما نسميه بـ (الأبوّة)!

ما أجمل أن يلقى هذا الفن الهادف بظلاله الإيجابية على المجتمع، وإذا كانت الكاتبة والسيناريست غادة عبد العال، مؤلفة المسلسل الشهير «عايزة اتجوز» لهند صبرى والذى حقق نجاحًا منقطع النظير حينها، قد أعلنت منذ ساعات عن تبنيها طفلًا يدعى آدم ، وذلك بعد «4 سنوات من التفكير، وعام ونصف العام من تجهيز كل الأوراق الحكومية و4 أشهر بحث فى أنحاء الجمهورية، حتى وجدته ووجدها، فإن المسلسل مهد بشكل كبير لتقبل هذه الفكرة المجنونة التى كانت من سابع المستحيلات فيما مضي،.

الزواج ليس شرطًا لتحقيق حلم الأمومة، فالأنثى تولد أمًا بالفطرة، والأصوات التى تتساءل كيف تتبنى امرأة لم تتزوج طفلًا؟ ولماذا تربط نفسها وتوقف حالها؟ ما الذى يجبرها أن تكون أمًا وهى لم تنجب من الأساس؟ هذه الأصوات مزيفة لا تعلم من دينها ولا دنياها أى شيء، وفكرة أن تتزوج المرأة فقط لأن ذلك سنة الحياة أو حتى لا يفوتها قطار الزواج أو حتى تلحق تخلف لها «حتة» عيل قبل ما تكبر ليس منطقيًا أو مقبولًا، فما فائدة أن تتزوج أى جوازة والسلام حتى لا يفوتها القطار ثم تجد نفسها مسئولة عن طفل أو اثنين وإن لم تكن سعيدة عليها تقبل الأمر الواقع وتخنع وترضى وتتبدد أحلامها فى تكوين أسرة سعيدة أو تطلب الطلاق لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة  التى لا تنتهى بين أروقة المحاكم وساحات القضاء.

الزواج نصف الدين ويحث الإسلام على الزواج وينهى عن التبتل والزهد فيه لكن يجب أن نختار صح من نجده شريكًا وزوجًا ورفيقًا فى رحلة العمر الصعبة، لأن المجتمع شبع لحد الامتلاء من كثرة حالات الطلاق التى تحدث كل دقيقة وكل ثانية، وإذا كان الأبناء هم فاكهة الزواج وأفضل ما فيه فإن حلم الأمومة قد يتحقق بالتبنى ما لم تجد المرأة الشخص الذى يصلح زوجًا وأبًا وصديقًا.. ليه لأ؟!