الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
ناقل الكفر

ناقل الكفر

صباح الجمعة وعادة الاستيقاظ مبكرًا بغض النظر عن توقيت النوم فى الليلة السابقة تترك مساحة لاستعراض جزء من سيل مقاطع الفيديو التى يقوم الأصدقاء بإرسالها خلال الأسبوع.



لم تخل فيديوهات هذا الأسبوع من عدد لابأس به يسخر من حوادث الضرب والقتل بين الأزواج لا أنكر أن الكثير منها مضحك فعلًا ولكن تبعات الاستمرار فى تناول هذا الأمر البسيط فى غاية الخطورة على القيم والتصرفات والحالة النفسية والسمعة... إلخ.

الأسبوع قبل الماضى كانت أغلب مقاطع الفيديو تهنئة بالعيد وبعضها يصور بقرة أو جاموسة تجرى فى الشوارع والطرقات ومحاولات الجزارين وأصحابها الإمساك بها.

من ضمن تلك الفيديوهات مقطع صغير بسيط لتصوير جوى لبعض من معالم مصر السياحية وأشهر الأماكن السياحية والدينية والميادين الرئيسية مع أغنية داليدا الرائعة «حلوة يا بلدى»

ما جعل المقطع متميزًا هو استخدام طائرات التصوير (درون drone) وهو ما يسمح بالتصوير من ارتفاع وزوايا فى غاية الروعة.

خطر ببالى أن أشارك هذا المقطع مع أصدقاء الفيسبوك فقمت بنشره مع التعليق (حلوة يا بلدى) وما هى إلا ثوانٍ بعد أن قمت بذلك إلا ووجدت رسالة مطولة من إدارة الفيسبوك تقول: إن هذا المقطع المصور به محتوى قد يكون محميًا بقوانين الملكية الفكرية فى بعض الدول وأن هذا المقطع من المحتمل أن يكون أغنية اسمها حلوة يا بلدى للمطربة داليدا وعليه فإنه لدى ثلاثة بدائل أولها أن أقوم بمحو الفيديو وأتراجع عن نشره والبديل الثانى أن أوافق على نشره مع العلم بأن الفيديو سيكون بدون صوت-حجبًا للاغنية-فى بعض البلدان والبديل الثالث أن أقوم بنشر المقطع بالصوت مع تحمل ما قد ينجم جراء هذا الفعل. بالطبع فى النهاية يوجد إمكانية أن أقرر بأن التعرف على الأغنية غير سليم وأن الأغنية خاصة بى وأنا صاحب حقوق الإذاعة وخلافه.

فكرت قليلا ثم اخترت البديل الثانى الذى فى الغالب لن يؤثر على استماع أغلب أصدقائى للأغنية ولكنه بالطبع سيمنع إمكانية ترويجى لمعالم بلدى وسط الأصدقاء فى أوروبا وأمريكا.

فكرت قليلًا ووجدت أن الفيسبوك لا يقوم بنفس تلك الإجراءات فى حالة أن أقوم بنشر مقطع الفيديو ذاته من خلال نشر رابط له يشير إلى موقع اليوتيوب والذى تعتقد إدارة الفيسبوك فى تلك الحالة بأن مسئولية النشر تقع على الشركة التى تم تحميل مقطع الفيديو عليها وليس على الشركة التى تنشر الرابط عملا بمبدأ «ناقل الكفر ليس بكافر».