الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
حلفاء الحرب السيبرانية

حلفاء الحرب السيبرانية

تنتقل الحروب من ساحات المعارك إلى شبكات المعلومات وأنظمتها الفنية بصورة متسارعة وتتخذ أبعادًا أكثر اتساعا مع تزايد الاعتماد على أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فخلال وبعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة تزايدت وتيرة التصريحات المرتبطة بمحاولات روسيا التدخل فى الانتخابات الأمريكية وتورطها فى العديد من الهجمات السيبرانية ضد أهداف أمريكية أدت إلى تعطل بعض الأنظمة والخدمات لمدد كبيرة مما أحدث أثرًا مباشرًا على الاقتصاد الأمريكى هذا بالإضافة إلى الآثار غير المباشرة والمستقبلية أيضا المرتبطة بالهجمات التى تستهدف التجسس والاستيلاء على البيانات والمراسلات المهمة لكبار الشخصيات والمسئولين.



فخلال شهر أبريل 2021 أعلنت حكومة الرئيس الأمريكى جو بايدن عن سلسلة عقوبات مالية ضد روسيا وطرد عشرة دبلوماسيين روس ردًا على هجمات معلوماتية وأيضا اتهامات نسبت إلى موسكو بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية العام 2020 وهى العقوبات التى تضامن معها الاتحاد الأوروبى بكل قوة مما دفع موسكو إلى استدعاء السفير الأمريكى لديها وإبلاغه بأن روسيا ستقوم بالرد على تلك العقوبات غير العادلة والمبنية على ظنون بلا أدلة حقيقية على حسب بيان أصدرته الحكومة الروسية.

خلال تلك الفترة أيضا حدث اختراق كبير لمنظومة البريد الإلكترونى الخاصة بشركة مايكروسوفت العالمية والتى شملت عددًا كبيرًا من الدول والشركات والمؤسسات والأفراد العاديين ونتج عنها الاطلاع على مئات الآلاف من الوثائق والملفات المهمة ومنها ما هو مرتبط ببراءات اختراع وتصميمات هندسية وغيرها من خطط الحكومات والمؤسسات وهو ما نسب صراحة إلى حكومة الصين واتهامها بالقيام بهذه الأنشطة من خلال أجهزة موجودة داخل الصين وخارجها ومن خلال موظفين حكوميين وايضا من خلال قيام حكومة الصين باستخدام مخترقين محترفين حول العالم لإتمام تلك العمليات وهو ما نفته الصين أيضا. الجديد فى الأمر هذا الشهر هو قيام الولايات المتحدة بتكوين ما قد يمكن أن يطلق عليه «الحلفاء» من خلال انضمام الاتحاد الأوروبى ودول الناتو إليها فى هذا التحالف الموجه نحو الصين مع إصدار العديد من التصريحات شديدة اللهجة لشجب تلك الممارسات واتهام حكومة الصين صراحة بأنها خلف تلك الهجمات  ومنها ما صرح به  وزير الخارجية الأمريكى مؤخرًا.

الحلفاء فى دول الاتحاد الأوروبى شاركوا فى اتهام بكين بهذه الأمور ولكن الاتهام الصريح للحكومة الصينية أتى من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خاصة أنهما هما الدولتين الأكثر تأثرا بتلك الهجمات.

أتمنى أن يتم الاهتمام بالحروب السيبرانية على كافة المستويات فالحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى سابقًا لم تصل إلى حد الحرب النووية ولم نشهد فناء العالم كما كان يعتقد البعض ولكن فى المجال السيبرانى فإن الأمر مختلف وقد يكون أكثر خطورة وأكثر اقترابًا من نهاية غير سعيدة للبشرية كلها إن لم ننتبه ونهتم ونستعد.