الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشاعرة شيماء العشرى: شعر العامية لا يحتاج إلى التجديد بل يحتاج إلى الدعم من وزارة الثقافة

شيماء العشرى شاعرة عامية تقيم فى دمياط، تقاوم بشعرها الفوضى فى الوسط الثقافى، ورغم تقديرها للفصحى لكنها ترى أن العامية تعبر عن أحلام وأوجاع الفقراء والمهمشين والذى تصل لغته السهلة والمباشرة أسرع إلى قلب الجمهور وعقله، وقدوتها فى ذلك الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم الذى تأثرت به إلى حد كبير، وتحاول أن يكون لها صوتها الخاص، وتطالب وزارة الثقافة بدعم شعر العامية. وقد صدر لها ديوانها الأول بعنوان» حروف واقعة» الذى تواكب فيه مجريات الحياة اليومية والوجدان الجمعى وذاكرة المجتمع وتلامس أعماق الذات. ومواكبة التحولات الفكرية والمادية التى يشهدها المجتمع.. هنا حوار معها



■ لماذا اتجهت إلى كتابة شعر العامية فى زمن تراجع الشعر كثيرا أمام الرواية والدراما وثقافة الصورة؟

- أنا شاعرة عامية منذ البداية. لى محاولات فصحى ولكن لم أجد نفسى فى هذا الطريق فكل شاعر يتميز بنوع معين من الشعر فيشق طريقة إليه ويحاول جاهدا أن يبدع فى المجال الذى يستطيع أن يعطى فيه أكثر ويتميز فيه أنا لم أر أن الشعر قد تراجع على العكس فهو الشعر العامى لا زال فى المرتبة الأولى لأنه يعبر عن آهات وآلام الكثير من فئات الشعب.

■ كيف كانت البداية مع الشعر؟ وبمن تأثرت من الكتاب والشعراء؟

- البداية كانت منذ 2011 كتبت وقتها كلمات وتركتها فى أجندتى الخاصة إلى أن دخلت عالم الفيس بوك ومن هنا بدأت أقرأ لشعراء فتحركت بداخلى بقايا الموهبة فكتبت مثلهم والحمد لله أصبح لى متابعون كثر وأصدقاء من عظماء الكتاب قد شجعونى ووقفوا بجانبى ولم يبخلوا علي بالنصائح مطلقا أما عن الشعراء المشهورين فقد شبهت بكثير منهم ولى عظيم الشرف لكنى لم أر نفسى سوى فى الشاعر النجم احمد فؤاد نجم أشعر وكأننى منه لا أدرى ربما لا اقارن به لكن أرى ذلك، اشبهه فى الامنيات والاحلام وهذا شىء أفتخر به.

■ هل الشعر اختيار أم ضرورة حياتية؟

- الشعر منحة وموهبة من الله عز وجل ليست اختيارا ولا قرارا. فلا يستطيع أحد أن يصبح يوما أن يقول قررت أن اكون شاعرا ولكن الشعر ضرورة للكاتب والقارئ فالقارئ يستمتع بمن يعبر عنه بكلمات يشعر فيها أن هناك من يذكره ويؤمن بقضيته ويحاول أن يوضحها ويلقى عليها الضوء اما عن الكاتب فهذه متعة كونه يستطيع أن يعبر ويخرج ما بداخله من مشاعر.

■ هل لا زال الشعر ديوان العرب؟

- بالتأكيد فهو اللغة المشتركة بين الشعوب. فهو نوع من الفنون يلتقون فيها من خلال المعارض وتبادل الثقافات نقطة تجمع الأفكار.

■ يعتبر النقاد شعر العامية إبداعا من الدرجة الثانية وأنه خطر على العربية الفصحى.. ماذا تقولين؟

- أصدقك القول لا شعر يفوق الفصحى فهى كالقرآن لا يجوز فيها الاستهتار بالحرف اما شعر العامية يفهمها البسطاء منا حتى من لا يجيد القراءة والكتابة ولكن العامية تتفوق عليها فقط فى هذه النقطة بمعنى اخر الفصحى لا يفهمها سوى طبقة المثقفين وتحتاج لشرح، وعامة كما اختلفت الأقلام اختلفت ايضا الاذواق فكل شخص يقرأ ويتأمل ما تحلو له من حروف فهذا متاح وهذا متاح أيضا فلا أراها خطر بل أرى تعدد الاذواق فرصة كبيرة للجمهور أن يختار ما يريده لذلك فهى اقرب للشعوب من الفصحى وغالبا قوتها فى هذة المنطقة بالتحديد.

■ جاء ديوانك الأول بعنوان» حروف واقعة».. ما علاقتك بالحرف؟ وما التجربة الإبداعية التى يطرحها الديوان؟

- علاقتى بالحرف كأى كاتب يوظف الحروف ويتلاعب بها حيث استطيع أن اعبر عن كل شىء يدور بداخلى من خلال الكلمات المتناغمة التجربة الابداعية فى الديوان اننى حاولت أن يكون متنوعا ما بين القصائد الحزينة والمبهجة، تكلمت كثيرا عن حال الفقراء تكلمت ايضا عن مواضيع اجتماعية وخاصة قصيدة أسمعى تكلمت عن اهمال الزوج لزوجته، تكلمت عن العشق الممنوع فكل قصيدة لها طعم ورسالة والرسالة عندى هى الاساس كما ذكرت تكلمت عن سارقى الاوطان، أكتب حروفا ليكون عندى ديوانا ليعرض فى معرض القاهرة الدولى، كتبت لربما تصل رسائلى إلى من يهمه الأمر.

■ هل تعبر قصائد الديوان عن تجربة حقيقية مررت بها؟

- سؤال مهم لا يتحرك القلم الا اذا تحركت المشاعر ولكن ليس شرطا أن تكون تجربة شخصية ممكن تجربة أمامك تتأثر بيها فتكتب نقطة اخرى عندما تقرأ نصا لشاعر متمكن تقوم بالرد عليه نتيجة التأثر بقلمة فتبدع ايضا الموضوع مرتبط بالمشاعر كلما استفز الشاعر كان الابداع اكثر والمعنى اوضح واجمل فالكلمات الجميلة والمعانى القوية وراءها حدث اكبر واعمق.

■ لبحر له حضور قوى فى قصائدك.. ما علاقتك بالبحر؟ وهل ضفرت مفردات البيئة المحلية فى قصائدك؟

- البحر فى قصائدى هو صورة فقط غالبا اقصد به الشعوب المغلوبة فالتلاعب بهذه التشبيهات ليصل المعنى بالطريقة التى لا تؤخذ على قلمى أو يهاجمنى بها من يملكون كل شيء ويحكمون على قلمى بالتشاؤمى أو المحبط او اعبر بها عن غدر الحبيب مثلا فللبحر والامواج دور كبير ومساحة شاسعة لأى كاتب يمكن أن يبنى عليهم صرحا لكلماته بالطبع كل قصائدى من البيئة وعنها وعن كل ما يدور فيها من الآلام والآمال فقد تحدثت حروفى بجميع اللغات التى بداخلى عما يخص الفقير وما يطمح إليه وعن أوجاعه. 

■ ما الذى يشغلك أثناء بناء القصيدة؟

- يشغلنى أمور كثيرة اولها الرسالة التى أصبو إليها وهل ستنال رضا القراء ام لا فى الواقع النهاية لأى قصيدة تشغلنى فهى عندى كآخر نقطة فى فنجال القهوة مذاق خاص وممتع تجعل القارئ يغفر للكاتب اى نقص او ضعف فى أبياته. فجمال النهاية يشعرك بالسعادة ككاتب وقارئ منتهى الراحة النفسية أن تجد رد الفعل لصالح قلمك. 

■ ما رؤيتك للتجديد فى شعر العامية؟

- شعر العامية لا يحتاج إلى تجديد بل يحتاج إلى دعم من وزارة الثقافة دعم حقيقى عندما قرأت هنا على مواقع التواصل لشعراء صدمت انهم غير معروفين ولا مشهورين أرى قد ظلموا كيف لا أرى على الساحة سوى شعراء لا يتعدى عددهم أصابع الايدى ونصفهم رحمهم الله؟ هل معنى هذا أن يأخذوا حقهم احياء واموات؟ هل هذا عدل؟ اعتقد لا. 

■ ما هى طموحاتك المستقبلية فى الشعر؟ وهل تفكرين فى كتابة الرواية؟ 

- طموحاتى المستقبلية أن أجد كل صاحب قلم حقيقى اخذ حقه كاملا من الشهرة والاهتمام. بالنسبة للرواية لم أجرب فقط لكن من الممكن أن اقوم بعمل سيناريوهات أرى نفسى فى ذلك وفى النهاية شعر العامية هو مجالى المفضل الذى أحبه واحاول أن اترك اثرا بعد الرحيل. 

■ كيف ترين دور وسائل التواصل الاجتماعى فى نشر الابداع والثقافة؟

- التواصل الاجتماعى اصبح اعلاما بديلا لمن لا اعلام لهم واصبح متنفسا حقيقيا لاصحاب الاقلام وأنا منهم.