العملات المشفرة أين وإلى أين؟ 1/2
لا حديث هذه الأيام عن العالم الرقمى الجديد إلا وتطفوعلى السطح قضية العملات المشفرة Cryptocurrencies تلك التى بدأت كمجرد فكرة فى مقال للدكتور الأمريكى ذى الأصول الصينية واى داى من جامعة واشنطن وكان ذلك فى عام 1998 وكان عمره آنذاك 26 عامًا ثم بدأت أول عملة مشفرة بت كوين Bitcoin فى الظهور عام 2009 وتطور الأمر إلى أن وصلنا حاليًا إلى وجود 6 آلاف عملة مشفرة عام 2021 وتشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم يتجاوز حاجز الـ 8 آلاف عملة.
مقارنة ذلك بعدد العملات التقليدية فى العالم كله والذى يقدر بحوالى 180 عملة فقط يوضح حجم المشكلة والتعارض والتشابك بين العالم الواقعى والعالم الرقمى الافتراضى وأيضا التداخل بين جهات الإصدار ومنها مؤخرًا بعض البنوك المركزية وأيضا حول مدى تقبل الناس لتلك العملات ومدى قبولهم لاستخدامها فى المعاملات المالية المختلفة جنبًا إلى جنب مع العملات التقليدية أو استخدامها بصورة كاملة تاركين خلفهم العملات التقليدية المعتمدة الصادرة عن البنوك المركزية.
الأمر يرتبط أيضا بحجم الأعمال غير المشروعة التى تعتمد فى تعاملاتها المالية على تلك العملات المشفرة ومنها على سبيل المثال مبالغ الفدية التى يطلبها مخترقو الأنظمة الفنية وقواعد البيانات من أجل الإفراج عن الملفات والسماح لأصحابها باستخدامها مرة أخرى ومن ثم عودة الأعمال إلى سابق طبيعتها.
العملة الأشهر(البت كوين Bitcoin) بدأت بسعر منخفض جدًا يحلوا للبعض أن يشير إلى أن أول عملة كانت قيمتها صفر دولار (الحقيقة أن العشرة آلاف كانت تساوى 8 دولارات) ولكن حدث ارتفاعات وتذبذبات عديدة فى سعر تلك العملة جعلها الآن تصل إلى حوالى 41.7 ألف دولار للعملة الواحدة أى حوالى 656 ألف جنيه مصرى).
ماتزال الآراء منقسمة فبعد أن تمكنت البنوك من استخدام أدوات التحول الرقمى الحديثة لتنظيم عملها والذى يشمل السحب والإيداع وتحويل الأموال ومتابعة التدفقات ومكافحة عمليات غسل الأموال وغيرها من العمليات التى تحسن من الأداء البنكى ومن ثم يظهر انعكاسه المباشر على الاقتصادات إلا أن هذا القادم الجديد قد أربك الحسابات مرة أخرى. غدًا نكمل
