الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحسد الإلكترونى

الحسد الإلكترونى

فى عام 1992 أجرت المذيعة التليفزيونية الشهيرة فريال صالح لقاء تليفزيونيًا لأول مرة مع العالم الدكتور حامد جوهر والذى تعرفنا عليه جميعا من خلال برنامجه الأسبوعى الشهير «عالم البحار» والذى جاب فيه أعماق البحار والمحيطات وأطلعنا على بديع خلق الله فيها.



فى هذا اللقاء تحدث الدكتور حامد عن حياته وإنجازاته العلمية وكيف أنه قضي 25 عامًا متصلًا فى مدينة الغردقة من أجل أبحاث البحار وذلك قبل أن تصبح مقصدا سياحيا كبيرا، واختتمت المذيعة اللقاء بسؤال الدكتور حامد عن سنه حيث أجاب بأنه يبلغ من العمر 85 عاما ومازال يتمتع بصحة جيدة.

الغريب أنه بعد إذاعة اللقاء بأيام قليلة طالعتنا الصحف بخبر وفاة الدكتور حامد إثر وعكة صحية مفاجئة وهو ما دفع البعض إلى الدهشة ودفع البعض الآخر للتفكير فى أنه ربما قد تعرض الدكتور حامد لعيون بعض الحاسدين مما أدى إلى وفاته السريعة والخاطفة.

روى الإمام مسلم وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق ولو كان شىء سابق القدر لسبقته العين».

وأخرج أيضا أبوالنعيم فى الحلية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «العين تُدخِلُ الرجلَ القبرَ، وتدخل الجمل القدر» لسنا هنا فى مقام الجدل حول هل العين حق أم لا ولكن واقعة الدكتور حامد ليست الأولى وبالتأكيد ليست الأخيرة فكل منا وخاصة من ينتبه ويحاول ربط الأحداث بعضها ببعض يستطيع أن يجد رابطا بين بعض مما يقع له من أحداث سيئة وبين العين والحسد وهنا أتحدث بعيدا عمن يتخذ الحسد ذريعة لإخفاقاته المتعددة وسببا لرسوب ابنه فى الدراسة مثلا ولا يلتفت إلى أنه لم يقم باستذكار دروسه كما ينبغى أو يربط بين الحسد وبين إخفاقه فى عمله ولا ينظر إلى تقصيره الشديد وقلة مهاراته وانشغاله بتوافه الأمور... إلخ.

وفى العصر الرقمى الممتلئ بالاستعراض والذى توفره شبكات التواصل الاجتماعى ببساطة نجد العديد من مستخدمى تلك الشبكات يقوم بنشر صور له ولأولاده أو صورة منزله أو سيارته أو ملابسه الجديدة وغيرهم الكثير من الأمور مدعاة الفخر ولا ينتبه إلى ربط ما يحدث له من مشكلات وكوارث بعد ذلك بأنها قد تكون نتيجة لما قام بنشره.

أعرف أن هذا الأمر جدلى ويتراوح تعاطى الناس معه بين الإيمان المطلق أو الرفض المطلق لهذا الطرح ولكن ليسأل كل واحد منا نفسه عما حدث خلال فترة انضمامه لتلك الشبكات ليراجع نفسه ويأخذ القرار الذى يراه مناسبا.