الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الثقافة الرقمية وتطوير القرية المصرية

الثقافة الرقمية وتطوير القرية المصرية

تحت رعاية الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والأستاذ الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة عقدت يوم الخميس الموافق 5 اغسطس ندوة مهمة أونلاين تحت عنوان «الثقافة الرقمية وتطوير القرية المصرية» ضمن فاعليات لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بمشاركة خبراء من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركات القطاع الخاص العاملة قى مجال التحول الرقمى وريادة الأعمال وأحد خبراء تشريعات التحول الرقمى.



تناولت الندوة مشاركة الدولة وإسهاماتها فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كجزء أساسى ضمن مبادرة حياة كريمة والتى تستهدف أكثر من 4500 قرية بتكلفة إجمالية 700 مليار جنيه مصرى على ثلاث سنوات والتى تهدف إلى تغيير شكل الريف المصرى فى 20 محافظة لخدمة حوالى 58 مليون مواطن.

التناول المرتبط بتلك التقنيات شمل التوسع فى تغطية خدمات الاتصالات من خلال مد بنية تحتية سريعة وآمنة ومستقرة من خلال كوابل الألياف الضوئية وكذا أيضا تغطية شبكات التليفون المحمول من خلال تقنيات الجيل الرابغ $G فائقة السرعة وتشمل أيضا محور الاهتمام بتدريب العنصر البشرى على تلك التقنيات وشملت أيضا التعريف بمفاهيم ريادة الأعمال بصورة عامة وخاصة ريادة الأعمال الرقمية وأدوات التسويق الالكترونى لخدمات تلك المناطق وما تشمله من محددات قانونية وتشريعية تهدف إلى تغيير وجه الريف المصرى ضمن هذا المشروع الذى يعد بحق أكبر مشروع تنموى شهدته مصر فى تاريخها كله وربما هو المشروع التنموى الأكبر على مستوى العالم كله.

خلال الندوة تذكر الحاضرون أغنية «المسئولية» عام 1963 والتى شدا بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بكلمات الرائع صلاح جاهين وخاصة المقطع الذى يقول «تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا فى كل قرية عربية» وهو حلم كان بعيد المنال وربما اعتبره البعض أحد شطحات الشعراء فى الأغانى الوطنية الحماسية  ولكن فى الحقيقة فإن توصيل كوابل الألياف الضوئية إلى المدن كان بالفعل حلما فى المدن منذ عشرين عاما أى أن انتقال التنفيذ إلى القرى اعتبره البعض خارج حدود الأحلام.

ولكن ما هى إلا أيام قليلة بعد الندوة ووجدنا خبرا عن بروتوكول تعاون بين كل من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية يشير إلى تخصيص مبلغ 5.8 مليار جنيه لإنشاء شبكة ألياف ضوئية تخدم مليون مبنى فى قرى «حياة كريمة».

والحقيقة أن تلك النقلة النوعية الكبيرة فى مجال البنية التحتية السريعة والمستقرة والآمنة ستفتح المجال أمام أهلنا من قاطنى الريف إلى المشاركة وبقوة فى هذا العالم الرقمى شديد التنوع والاتساع بما يفتح العديد من فرص العمل والتسويق للمنتجات وكذا أيضا وصول الخدمات الحكومية إلى كل منزل جديد فى الريف.

التأثيرات المباشرة لتلك المبادرة ربما تكون مرصودة ومقدرة أما عن التاثيرات والفوائد غير المباشرة فحدث ولا حرج وهى تحتاج إلى العديد من الدراسات والأبحاث لرصدها وتحديد أوجه ومجالات توظيفها لخدمة المجتمع الريفى والارتقاء بجودة الحياة لأهله بما يعود بالنفع والفائدة والدفع للاقتصاد المصرى بصورة غير مسبوقة.