الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أعداء الإنسان

أعداء الإنسان

خلال التصفح اليومى لموقع الفيسبوك وجدت سؤالا بسيطا عن «ما هو الد أعداء الإنسان من وجهة نظرك» ووجدت أن هذا السؤال قد حاز على نسبة مشاركة عالية تخطت الـ3 آلاف تعليق وقبل أن أبدأ فى التفكير فى الإجابة من وجهة نظرى بدأت فى مراجعة التعليقات لأرى ما هى وجهة نظر المشاركين.



وبغض النظر عن نوع وسن وجنسية المشاركين اتت التعليقات لتتفق فى أكثر من %95 منها أن الد أعداء الإنسان هو نفسه ، بالطبع أتت تعليقات أخرى تشير إلى الشيطان أو إلى الفراغ أو اليأس أو الوحدة أو الجهل.

بعض التعليقات الأخرى كانت ضاحكة والبعض الآخر قام بنشر أدعية أو إعلان عن منتج استغلالا لوجود عدد كبير من المشاركات وطلبا إاما للثواب أو لعرض المنتج وترويجه.

وقديما قال الشاعر «إنى بُليتُ بأربـع ما سلّطوا إلا لعظـم بلـيتى وشقـائى إبليس والدنيا ونفسى والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائى».

يأتى القرآن الكريم ليؤكد على أن ابليس هو العدو «إنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ «سورة يوسف (5) أما الحديث عن النفس الأمارة بالسوء والتى توسوس لصاحبها بالمعاصى والأثام كما ذكر فى الآية 53 من سورة يوسف أيضا «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ».

والفرق بينهما كبير فالشيطان بالرغم من خطورته الا أن كيده ضعيفا مقارنة بالنفس الأمارة بالسوء فوسوسة الشيطان علاجها الاستعاذة بالله ودوام ذكره أما النفس الأمارة بالسوء فهى الأخطر حيث يقسم الله تبارك و تعالى 11 قسما كما جاء بسورة الشمس «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا» حيث اقسم الله بالشمس والضحى والقمر والنهار واليل والسماء وبانيها والأرض وما طحاها والنفس ومن سواها وأنه عز وجل قد الهمها فجورها وتقواها والهمها هنا بمعنى أنه قد بين لها طريق الصلاح وطريق الفجور وترك الاختيار لها وليس معناها ان الله قد اجبرها على الفجور كما يشكك البعض فى معنى الآية.

وتعمل النفس الأمارة بالسوء من خلال ضغط تمارسه على الإنسان باستعجال الخير وتنمية الأنانية فيه بالحاجة إلى الاستحواذ على كل شىء وعلاجها يكون بالاستعاذة بالله وكثرة الذكر وشغلها بالعبادة حتى لا تشغلك بالمعصية وقانا الله وإياكم شر النفس والشيطان وحب الدنيا وكراهية الموت.