فتيات الكاراتيه

هن ثلاث فتيات اجتهدن وصبرن وواظبن وتحملن أعباء التمرين وضغوطاته لتكن النتيجة فى النهاية ثلاث ميداليات، ذهبية وبورنزيتين حققتهن فريال وجيانا فى رياضة الكاراتيه ومعهن هداية ملاك بطلة التايكوندو، استطعن وبجدارة تشريف مصر ورفع اسمها فى الدورة الأولمبية طوكيو 2020 وأن يكونوا بنات بـ 100 ست وليس بـ100 رجل كما يقول المثل المصرى لأن الرجل ليس وحدة قياس للقوة.

الكاراتيه من الألعاب القتالية المظلومة إلى حد ما، فكثيرون يرددون عنها أنها لعبة قديمة وهناك ألعاب أجدد ظهرت مثل التايكوندو والأيكيدو جديرة بالممارسة عن الكاراتيه، ولكن إنجاز فريال وجيانا بذهبية وبرونزية فى دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة أعاد لهذه اللعبة بعضًا من رونقها ومكانتها وستدفع كثيرون إلى إلحاق أبنائهم بها والأيام ستثبت ذلك.

المشكلة الحقيقية تكمن فى من يدخلون الأمور ببعضها، ويخلطون الدينى بالدنيوي، يدعون أنهم يحملون راية التدين والفضيلة، لا ينظرون للأمور إلا من خلال ثقب ضيق للغاية، ويروجون لأفكار ظلامية ليست من الدين أو العلم، هؤلاء يرون أن هذه الرياضات القتالية غير مفضلة للبنات بحجة أنها ضد الطبيعة الجسدية لها، وأنها رياضة ذكورية فى الأساس كما أن هذا النوع من الرياضات يولد الميول إلى العنف واللجوء إلى الدفاع الجسدى حتى وإن لم يتطلب الموقف ذلك!!

 المصيبة الكبرى أن هؤلاء أنفسهم الذين يتحدثون باسم الدين تحولوا بقدرة قادر إلى أطباء نفسيين ومستمرين فى الهبد بأن الفتاة التى تمارس مثل هذه الرياضات يحدث لها نوع من الخلط فى هويتها الجنسية بحجة أن الخلط فى الهوية الجنسية يؤدى إلى مشاكل وعقد نفسية كثيرة جداً.

نعيش تحت سطوة خلط ما هو دينى بما هو دنيوى، عانينا من هذا الأمر كثيراً  فى السنوات الأخيرة، فكل فترة يطل علينا من يدعون أنهم ينتمون لدين جديد غير ديننا، يتساءلون هل الفن حلال؟ ويجيبون: الفن حلال لأن الشيخ الشعراوى أقر بذلك، عمل المرأة ليس حرامًا لأن الشيخ الفلانى أكد ذلك، وإذا كانت المرجعية فى الحالتين هى الدين، لكننا أعلم بشئون دنيانا، كما يقول صحيح الدين.

 الكاراتيه من الرياضات التى تساعد على زيادة الثقة بالنفس والإحساس بالقوّة الداخلية ويطور القوّة والمرونة والتحمّل والتوازن والسرعة للاعب، كما تساعده على تحقيق أهدافه فى جميع النشاطات، كما يطور المهارات العقلية والذهنية كالتركيز والإدراك والانتباه والتقدير، وينمى مهارات الدفاع عن النفس ويقوى شخصية الفرد، فريال وجيانا وهداية فتيات مصريات مبهرات نجحن فى إدخال السعادة لقلوبنا وشعرنا بالفخر تجاه تحقيقهن إنجازاً عالمياً ورفع اسم مصر عالياً، هؤلاء أكدن أن النجاح لا يأتى صدفة بل هو نتاج  التدريب الجاد والمثابرة والإرادة التى تكلل دائما فى نهاية المطاف بتوفيق من الله عز وجل .. إذا كنتم تبحثون عن قدوة لبناتكم فهؤلاء هن القدوة هؤلاء هن المثل.