الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جنازة أون لاين

جنازة أون لاين

جميعنا يميل إلى بعض نجوم المجتمع من المشاهير فى المجالات المختلفة من فن وأدب ورياضة ورجال دين وسياسيين وغيرهم، وهذا الميل يجعلنا نقتنع بما يقولون ونعتبرهم مثل أعلى فى جانب أو أكثر من جوانب الحياة، بل ويجعلنا نتتبع أخبارهم العامة والخاصة على حد سواء.



ولهذا الإعجاب درجات ومظاهر مختلفة وربما مر أغلبنا بمرحلة الإعجاب بمطرب أو ممثل أو بطل رياضى؛ مما دفع بعضنا إلى تعليق مجموعة من الصور فى غرفنا، وتتبع أخبارهم من خلال الصحف والمجلات هذا فى عصر ما قبل وجود شبكة الانترنت، وشبكات التواصل الاجتماعى المختلفة، وهذا الإعجاب تستغله وكالات التسويق والإعلان فى الاستعانة ببعض من هؤلاء النجوم للإعلان عن بعض السلع، وهو ما يحقق نتائج مبهرة فى أرقام المبيعات بدليل استمرار تلك الأساليب حتى الآن، بعض النجوم تستغل هذا الإعجاب، وتقوم بعمل منتجات مختلفة تحمل أسماؤهم مثل بعض تصميمات الملابس أو العطور... إلخ.

قد يصل الإعجاب إلى تغيير تصفيفة الشعر ونمط الملابس وربما أسلوب المشى والضحك إلى أسلوب النجم أو النجمة ومع انتشار عمليات التجميل قد يدفع الهوس بالبعض إلى القيام بعمليات تجميل ليصبح صاحبها شبيها لهذا النجم أو تلك النجمة والأمثلة على هذا كثيرة ومتعددة.

وقد يصل الهوس إلى تتبع خطوات النجم، والتقاط صور فوتوغرافية معه، وقد يتطور الأمر مع تطور حالة الهوس إلى تهديد النجم بالقتل، أو القيام بقتله بالفعل مثل الواقعة التى أقدم فيها مارك تشابمان بقتل جون لينون نجم فريق البيتلز الشهير عام 1980 رميا بالرصاص، وهو ما دفع النجوم إلى الاستعانة بشركات حراسة وأمن لحمايتهم من هذا الهوس القاتل.

ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى والتى مكنت الجمهور من التواصل المباشر أحيانا كثيرة مع النجوم وتتبع خطواتهم ومايقومون به، والتى ساهم فيها بعض وسائل الإعلام الرقمية بصورة متزايدة مما أدى إلى المزيد من التتبع المزعج للمشاهير والنجوم، والذى أحيانا يحيل حياتهم إلى جحيم فعلى وخاصة عند القيام بالتقاط صور أو تصوير مقاطع فيديو لهم فى مواقف غير مناسبة ونشرها على نطاق واسع، ولدينا فى حالة النجم الراحل الفنان عمر الشريف مثال واضح، حيث تم التقاط ونشر مواقف له يظهر فيها انفعاله الشديد وانزعاجه من تلك الملاحقات وخاصة قرب نهاية حياته وبداية إصابته بمرض الزهايمر اللعين.

ولم تتوقف تلك الملاحقات عند هذا الحد بل تخطته إلى ما بعد وفاة النجم من تصوير للمستشفى التى قضى فيها أيامه الأخيرة، وتصويرالجنازة والتابوت الذى يحمله إلى مثواه الأخير وإضافة عناوين مثيرة إلى تلك الأخبار بأسلوب فج يقتحم خصوصية النجم، ولا يراعى حرمة الموت أو حزن أهله وذويه.

أتذكر لقطة من جنازة النجم الكبير نور الشريف رحمه الله عليه، حيث قام أحد هؤلاء المرضى بالتقاط صورة سيلفى مع نعش النجم الكبير أثناء خروجه من المسجد بعد الصلاة عليه وقبل التوجه إلى المقابر.

خلال الفترة السابقة وجدنا تلك الممارسات قد وصلت إلى درجة من الانكشاف والتعرية للخصوصية تحتاج بالفعل إلى ضبط ومراجعة على مستوى وسائل الإعلام المختلفة، وايضا على مستوى مهاويس النجوم وهى قضية تحتاج إلى تحرك عاجل والى اهتمام حقيقى.