الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
هذيان أفغانستان

هذيان أفغانستان

الانسحاب الأمريكى المفاجئ من أفغانستان وعودة حركة طالبان بعد 20 عاما من التواجد الأمريكى بغرض تصفية الحركة مقاومتها فتح المجال أمام العديد من التساؤلات حول أسباب التواجد وما دار خلال الفترة ثم عن أغراض الانسحاب ومستقبل المنطقة ككل.



وخلال الأيام القليلة الماضية انتشرت العديد من الصور على شبكات التواصل الاجتماعى تظهر الوضع الجديد فى أفغانستان والصراع بين الحكومة الأفغانية والحركة مع الكثير من اللقطات الإعلامية التى تظهر دخول أعضاء حركة طالبان إلى القصور والمواقع الحكومية وأيضا هروب أعداد غفيرة من الشعب الأفغانى من خلال تكالبهم على السفر من المطار وصولا إلى التعلق بعجلات الطائرة وسقوط أحد الأفراد منها بعد الإقلاع.

لقطات أخرى قديمة تم اعادة بثها مرتبطة بإقامة الحد وتكسير شاشات التلفاز اعادت إلى الأذهان لقطات تفجير تماثيل بوذا المنحوتة فى الجبال من قبل أعضاء الحركة قبل أكثر من 20 عاما.

وبحركة بسيطة من خلال الريموت كنترول تجد أن العديد من البرامج الحوارية قد بدأت فى استضافة خبراء السياسة الدولية والمتخصصين فى شئون الحركات الإسلامية والعلاقات الدولية ولكن للأسف لا نجد تصورا واضحا لما حدث ولما يحدث ولما سيحدث.

بين ترقب وتوقع لنشوب حرب أهلية وبين توقع لتصاعد قوى تلك البؤرة وتحويل أفغانستان إلى دولة دينية بالكامل مع توقعات بنشوب حرب مع إيران عدو أمريكا الأشهر وأيضا استقطاب باقى الحركات الإرهابية كالقاعدة وداعش وتنظيم انصار بيت المقدس وخلافه وأيضا احتمالية بدء مرحلة جديدة من مراحل العمليات الإرهابية فى بؤر الصراع الملتهبة فى اليمن وسوريا وليبيا أو امتداد تلك العمليات إلى دول أخرى وتمددها إلى الغرب فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

وفى تقديرى فإن الأمر يحتاج إلى وضع جميع السيناريوهات وعدم استبعاد السيناريوهات غير المعقولة أو التى لا تتفق مع المنطق فربما تخرج علينا الأيام القادمة بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية ان إيران دولة صديقة وأن جزر الموز هى العدو الأول.

من الأحاديث الساخرة حول هذا التحرك الأخير ما يشير إلى انفاق تريليونات من الدولارات ومقتل الآلاف من الأرواح وتتابع أربعة رؤساء للولايات المتحدة استغرقوا 20 عاما فى أفغانستان لاستبدال طالبان بطالبان.