الجمعة 15 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطلاق.. الظاهرة المخيفة

الطلاق.. الظاهرة المخيفة

الأرقام والإحصائيات التى تعلنها الجهات الحكومية عن معدلات الطلاق والخلع والهجر فى مصر أصبحت تعكس ظاهرة مخيفة لها تداعياتها الخطيرة على المجتمع المصرى والتركيبة الاجتماعية.  



أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات بعد إعلان الجهاز المركزى للإحصاء أن حالة طلاق تقع كل دقيقتين وهى مسألة مخيفة وتهز أى مجتمع وتدق ناقوس شديدالخطورة وتقول له ان عليه أن ينتبه قبل انهياره. 

فقد كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاعا كبيرا فى حالات الطلاق المسجلة فى العام الماضى، مقارنة بعام 2018.

وقال الجهاز إن حالات الطلاق فى 2019 وصلت حالات الطلاق إلى 237.7 ألف حالة، بمعدل حالة كل 2.11 دقيقة، وهو ما يمثل ارتفاعا بمعدل 8 فى المئة مقارنة بالأرقام المسجلة سنة 2018.

 ماذا فعلت خلافات الوالدين فى نفسية الأبناء؟ 

ـ وحول خطورة ارتفاع نسب الطلاق، يؤكد علماء  أستاذ الطب النفسى، أن «خطورة ارتفاع معدلات الطلاق وانتشاره بصورة تجعله أمرا عاديا وليس نادرا كما كان فى أجيال سابقة، يجعل الأجيال الحالية والقادمة أقل تقديسا لمؤسسة الزواج وأكثر استهانة بالطلاق وتبعاته».

المثير أن وجود الزوجين المختلفين مع بعضهما وسط دائرة أصدقاء مطلقين يرفع احتمالات الطلاق، حيث يقول الخبراء «فى حال وجود أكثر من شخص مطلّق فى الدائرة الاجتماعية القريبة، فإن ذلك يسهّل من القرار أو يشجع عليه، فالناس يميلون إلى تقديم صورة جيدة عن أنفسهم أو لما يريدون أن يصدرونه للآخرين، والنساء عموما أكثر عرضة للتأثر خاصة فى حال معاناتهن من مشاكل زوجية، كما أنها الأكثر تأثرا بتجارب الآخرين حتى دون معرفة شخصية مباشرة وذلك لأن النساء يستغرقن فى التفاصيل أكثر وعندما تحكى المرأة عن مشاكلها فإنها تتحدث باستفاضة بخلاف الرجل الذى يكتفى بالعناوين مما يجعله أقل تأثرا».

والحقيقة أن أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، يعد السبب الأول فيها هو تغيّر شخصية المرأة واستقلالها ماديا، بينما أرجع  العلماء السبب الثانى إلى الاختيار القائم على معايير غير سليمة، ولذا ينصح المتخصصون إلى التوسع فى دورات اختيار الشريك والاستعداد للزواج بما يقلل من حجم الخلافات التى قد يواجهها الزوجان. 

وكانت دراسة أجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية العام الماضى، قد كشفت عن أسباب طلاق المبكر، وجاء فى طليعتها تدخل الأهل فى الزواج سواء بالإجبار على الزواج أو التدخل بين الزوجين بنسبة 60 فى المئة، ويليه أسباب أخرى مثل اختلاف الطباع بين الزوجين أو الخلافات المالية وقضاء أوقات طويلة على الإنترنت، باعتبارها تفتح الباب أمام الخيانة الزوجية والانفصال العاطفى بين الزوجين.

الطلاق يحتاج الى تدخل من الحكماء باعتباره آخر الحلول التى يمكن اللجوء إليها، ويحتاج أيضا إلى تدقيق من الفتاة خلال اختيارها لزوجها وتغليب العقل على العاطفة.