الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هاتولى متحرش!

هاتولى متحرش!

إنجاز آخر يضاف إلى سجل انتصارات المرأة والفتاة المصرية فى عهد الرئيس والأب والإنسان عبد الفتاح السيسي، الذى صدق أخيراً على تعديلات قانون مواجهة التحرش الجنسي، ويأتى ذلك استكمالًا وتأكيداً على حرصه ومناداته بحماية المرأة والفتاة من كل أشكال العنف الموجه ضدهن.



 تم تغليظ العقوبة لتشمل الحبس من سنتين إلى 4 سنوات لكل من تعرض للغير أو أرسل إيحاءات جنسية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل أو عبر الوسائل الإلكترونية أو التقنية، بعدما كانت تقتصر على عقوبة 6 أشهر وغرامة 3 آلاف جنيه، أى أن التلميح الجنسى دون التفوه بلفظ أو الإتيان بفعل  عقوبته تصل إلى 4 سنوات وهو ما يلزم كل من كانت تسول له نفسه أن يتحرش بطريقة الإيحاء الجنسى أن يصمت ويضع لسانه بداخل فمه ويضع يديه جابنه ولا يفكر أن يلتفت.

وتصل عقوبة التحرش إلى 5 سنوات حال تكرار إرسال الإيحاءات وملاحقة الضحية، كما أن القانون ينص على إقرار عقوبة الحبس بمدة لا تقل عن 7 سنوات لكل من له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على الضحية.

لم يكن قانون التحرش القديم حاسماً لوقف هذه الجريمة والحد من انتشارها، كما أن إجراءات تنفيذ القانون كانت منهكة ومجهدة، وكانت الأدوار تتبدل فالضحية تعتقد أنها المخطئة فتسكت وتلتزم الصمت وتفضل الاختفاء عن أعين الناس اعتقاداً أنه الحل من وجهة نظرها فهى المذنبة لأن شخصاً «غير متربي» وعند خلل نفسى لمس جزءًا من جسدها الغالى أو قال لها لفظاً خادشاً أو ألمح لها بتعبيرات وأقوال وأفعال جنسية وخادشة، إلا أن التعديلات الجديدة للقانون تعد نقلة نوعية للحد والقضاء على تلك الجريمة التى باتت غريبة عن مجتمعنا، نظرًا لخطورتها الشديدة على المجتمع وانعكاساتها النفسية على المجنى عليها، وذويها.

مواجهة جريمة التحرش تتطلب مجموعة من العوامل المتصلة وليست المنفصلة، فإذا كان اللجوء إلى القانون هو طرف الخيط وبداية الحل فإن هذا بالطبع يستلزم الإخبار والتصريح وأن تمتلك الضحية الجرأة على فضح المتحرش، وأن تتمسك بحقها فى الدفاع عن نفسها، وأن تواجه بشجاعة كل من ينظر إلى الضحية على أنها الجلاد.

ومن الأجدى أن نقدم لضحايا التحرش أدوات الدفاع عن أنفسهن وحماية أجسادهن ومشاعرهن من المتحرشين وأن تتمتع الضحية بالقدرات والمعارف التى تساعدها على مواجهة التحرش، فهناك الكثير من تقنيات الدفاع عن النفس التى يجب أن تتعلمها المرأة للحماية من مراحل التحرش المتقدمة التى قد تصل للاغتصاب، حيث تقوم بعض الأندية الرياضية بتعليم السيدات والفتيات حركات قتالية خاصة تتميز بالسرعة والفاعلية والاعتماد على التقنية أكثر من الاعتماد على القوة البدنية، وذلك بهدف الدفاع عن النفس وردع المعتدي، حيث تكون هذه الحركات كفيلة بإنقاذ حياتهن، كما يجب أن تحمل كل سيدة معها بعض الأدوات الخاصة للدفاع عن النفس، مثل بخاخ العيون والعصا الكهربائية وغيرها من وسائل الدفاع عن النفس، التى لا تعتبر أسلحة بقدر ما تعتبر أدوات لكف الأذى.

وإذا كنتِ ضحية للتحرش أو الاعتداء الجنسى ولم تتح لكِ الفرصة للدفاع عن نفسك أو حتى إخبار أهلك بالحادثة؛ لا بد إذاً أن تمنحى أطفالك الثقة اللازمة بأنفسهم وبكِ ليتمكنوا من إخباركِ فى حال تعرضهم لأى مضايقات جنسية، كما لا بد من تعليمهم أن لهم مساحة خاصة بهم لا يسمح لأحد باختراقها عنوة، مهما تكن العلاقة بينهم وبينه، ومن الجيد دائماً أن يمتلك الأطفال بعض خبرات الدفاع عن النفس.