خليك هادى ومبتسم.. فن الرد على الشخص «الوقح»

كتبت مروة فتحى
يعتبر الحقد من الأمور الصعبة التى يواجهها الشخص ولا ينافسه فى نيل اللعنة إلا الحسد، إذ إن الحاقد يتميز ببراعته فى النفاق، الخداع، التضليل والأكاذيب، فهو ممارس ممتاز للنميمة بكل همة وعزيمة ونشاط وفى كل وقت تجدينه يثير الأحقاد فى مواقف لا تستدعى ذلك لأنه يوزع مشاعره السلبية أينما ذهب.
تقول دكتورة دعاء بيرو، خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية إن الحاقد يتجنّب المواجهة ويفتقر للقوة بالتواصل بالعين، لأن مشاعر الغيرة تجعل من الصعب عليه أن ينظر إليك أو يتحدث إليك، فانفرادك بشيء يفتقده يؤلمه والتواصل معك بالنظر والكلام يزيده ألماً، وإطلاق تعليقات جارحة ساخرة أو إظهار العداء الصريح هى استراتيجية مضادة لجرّك إلى مستواه!
وتقدم بيرو فيما يلى طرق التعامل مع الاشخاص الحاقدين فى مجال العمل أو الدراسة فيما يلي:
احذر من الانحدار إلى مستواه ولا تحارب النار بالنار، حتى لو كان النقد والكلام الجارح من أقرب الناس إليك .
عليك إظهار ردة الفعل الذكية ليخجل لأنه يتلبس بذنب الوقاحة.
استخدم الفكاهة: مثلاً: امرأة قالت لصديقتها: « قماش فستانك يشبه قماش الكنبة « فقالت لها وهى تضحك ، حقا إذاً، تعالى وأجلسى فى حضنى !!، حيث أن سرعة البديهة تساعدك فى التغلب على هذا النقد الجارح. مثال آخر : ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻞ اﻣﺮﺃة ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻛﻢ ﺃنتِ ﺟﻤيلة ! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻟﻴﺘﻚ ﺟﻤﻴﻞ ﻷﺑﺎﺩﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺫﺍﺗﻪ. ﻓﻘﺎﻝ لها: ﻻ ﺑﺄﺱ أﻛﺬﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺬﺑﺖ!
الذوق زهرة لا تنبت فى كل الحدائق وكذلك الأسلوب الجميل نعمة لا يمتلكها أغلب الناس، كن ذكيا ولا تهتم للانتقاد، لأن الناقد يستمد القوة من ردة فعلك، فإذا تقبلت النقد بطريقة ذكية ستضعينه عند حدّه.
احذر التعصب لأنه يضرك ويضعف حجتك، ابق هادئا وعقلانيا وحاضرا بفكرك وأدبك وبرهانك، ودرب نفسك على كيفية ممارسة التجاهل عن أساليبهم وتصرفاتهم، فأجمل تصرف هو الإهمال! .
لكى تحتفظ براحة بالك ومزاجك ووقتك، وطاقتك الإيجابية، افرض أسلوبك وتأكد أن حرصك على الذوق واللباقة يزيدك تميزاً، فالسلوك الطيب كالاحترام يمكن فرضه على الآخرين دون أى تنازل من قبلك.
توقف تماماً عن المجاملة فى التعامل معهم، ولا تنسى أن القليل من التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعى .
إذا قابلت شخصاً حاقداً ولم تره منذ فترة، ارسم ابتسامة واسعة وهادئة وباردة، فإذا استوعبت مدى تأثير هذه الابتسامة على هذا الشخص المستفز أو الحاقد سوف تجد أنها سترتسم تلقائياً على وجهك لأنها ستنجم عن شعورك بالرضا لمجرد أنك تعرف جيداً لماذا يتصرف هذا الشخص هكذا.