الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير الأوقاف يجيب عـن الأسئلة الشائكة: «تنظيم النسل».. حلال.. حلال.. حـلال.. وواجب الوقت والضرورة

فى البداية، رحب الكاتب الصحفى الأستاذ أحمد باشا، رئيس تحرير جريدة «روزاليوسف» بوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لتشريفه بحضور «صالون روزاليوسف السياسى»، والذى جاء تحت عنوان «خطر الانفجار السكانى»، مؤكداً أن  توجيهات القيادة السياسية حول ملف «الزيادة السكانية» بات أمرًا ملحًا، خاصة أن هذا الملف تتوارثه الأنظمة السابقة ولم  تصل فيه إلى حل جذري، يشعر إثره المواطن بآثار التنمية التى تحققت خلال السنوات الماضية. وطرح «باشا» سؤالًا أمام وزير الأوقاف، حول حكم «تنظيم النسل» أو «تحديد النسل»، هل هو حلال أم حرام؟، خاصة أن تلك القضية لها شقان، الأول شرعى ودينى، حيث يستغله المتطرفون والمتشددون للترويج لحرمانية «تنظيم النسل»، وصولاً إلى الشق الثانى، وهو الشق الاقتصادي، أن زيادة تلك المواليد تمثل عبئا على موارد الأسرة، وهل مقولة «الطفل بيجى برزقه» صحيحة، أم أن «الطفل بيجى بديونه» هى الواقع، خاصة أن كثيرا من مشايخ السلفية، يروجون لذلك. من جانبه، علق وزير الأوقاف على تلك التساؤلات، قائلًا: «أولاً أوجه الشكر إلى الأستاذ أحمد باشا و«روزاليوسف» على تلك الدعوة، والتى كان أحد أسباب قبولى حضورها هو موضوعها»، مضيفًا أن قضية «تنظيم النسل» فى عمق قضية تجديد «الخطاب الدينى»، خاصة أن الخطاب الدينى خطاب مهم ودقيق وعندما نعالج القضايا من خلاله، فنحن نعالجها بحكمة وعقل.



وتابع الوزير: «عندما يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن قضية تجديد الخطاب الديني، يركز على قضية الثوابت والمتغيرات، لأنه عندما تتحدث حول تلك القضية تجد المتربصين والمتطرفين يعمدون إلى المغالطات، ويرددون مقولة «انتم عايزين تغيروا الدين»، فهم يعملون على تشويه أى عمل سواء كان دينًا رشيدًا أو وسطيًا لا يخدم أجندتهم»، موضحًا أن هناك قضايا ثابتة فى الدين لا يمكن لأحد أن يقترب منها مثل أصول العبادات والعقائد أو ما ورد فيه نص قرآنى ثابت أو حديث نبوى صحيح».

وأكد د.مختار جمعة، أن قضية تنظيم النسل والمشكلات السكانية، من المتغيرات وليست من الثوابت فى الدين، لأنها لو من الثوابت لكان هناك حكم دينى ثابت حولها، فالقضية من المتغيرات التى يختلف فيها الحكم من زمان إلى زمان، ومكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخري، بحيث لا يستطيع أى عالم أن يعطى فيها حكماً قاطعًا أو عامًا ينطبق على جميع الأزمنة والأمكنة، مضيفاً: «زرت إحدى الدول فى آسيا عدد سكانها أقل من 20 مليون نسمة ومساحتها 3 أضعاف مصر، وكل بقاعها صالحة للزراعة، على حدود هذه الدولة دول ذات كثافة عالية، فى تلك الدولة أصبحت قلة السكان مصدر قلق لها، لأنها تريد أن تمتلك قوى بشرية حتى لا تتطغى عليها دول أخرى، والتراجع السكانى بها يجعلها فى خطر، وبعيدًا عن الدين ومن منطلق الدولة الوطنية، فقد ترى أنها فى حاجة إلى تنمية عدد سكانها، حتى لا تصبح فى خطر، وتلك الحالة تذكرنا بما كان عليه أصحاب النبى محمد فى شبه الجزيرة العربية، فبعد نحو ألف وأربعمائة عام لا يزيد عدد سكان المملكة السعودية علي 40 مليونا، فتخيل عدد سكانها فى عهد النبي، علاوة على أن الدولة الإسلامية وقتها كانت مهددة من قوتين، وهما الفرس والروم، وكانت المساحات واسعة ودولة جديدة تولد، ففى بعض المعارك كان عدد المسلمين أقل من أعدائهم، قد تصل إلى أكثر من 30 ضعفا، ففى هذه الحالة أنت تحتاج إلى كثرة الإنجاب، وطبيعة الحياة كانت تشجع على الكثرة، وكانت تلك الكثرة بمثابة قوة نافعة، فعندما تكون هناك حاجة لدولة من الدولة زماناً ومكاناً وظروفًا يجوز ذلك، فالدول الأخرى لا تحسبها من مقياس ديني، بل من مقياس الدولة الوطنية، وبذلك تكون كثرة قوية نافعة، وهى التى يباهى بها النبى الأمم يوم القيامة.

وأردف الوزير: «المشكلة ليست فى العدد والكثرة، حتى النبى أخبر أصحابه أن الأمر ليس مطلق العدد حيث قال: «يوشك الأمم أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل»، فالنبى أراد أن يعلمنا أن الكثرة ليست على إطلاقها بل الكثرة القوية النافعة المفيدة»، مشددًا على أن الكثرة إما أن تكون كثرة صالحة قوية منتجة متقدمة يمكن أن نباهى بها الأمم يوما فى الدنيا، وأن يباهى نبينا بها الأمم يوم القيامة فتكون كثرة نافعة مطلوبة، وإما أن تكون كثرة كغثاء السيل وعالة على غيرها وجاهلة متخلفة فى ذيل الأمم فهي، والعدم سواء. واستطرد: «وحول الحديث عن القوة، فالأمم الضعيفة لا يمكن أن يباهى بها أحد ولا يقتنع برأيها أحد، ودائماً نقول لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق فى أمور دنيانا، فإذا تفوقنا فى أمور دنيانا.. احترم الناس ديننا ودنيانا». وكشف الدكتور محمد مختار جمعة، أن هناك كتابا سيصدر قريبًا تحت عنوان «الجاهلية والصحوة»، يوضح أن الجماعات الإرهابية المتطرفة استغلت مصطلح «الجاهلية» بتجهيل المجتمع، حتى يفقد الفرد ثقته فى مجتمعه، وحتى التهكم من علماء الدين ورموز الوطن، ويبدأ ذلك من قضية التجهيل ثم التفسيق والتبديع «أهل البدع»، ثم ينتقل إلى مرحلة التكفير حتى يصف الحركات المتطرفة بالصحوة، لكن أقول إن الصحوة الحقيقية هى حين تمتلك الدولة أمر نفسها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وتتقدم فى سائر المجالات».

وأردف: «أما الدول التى سقط فى الفوضى والحروب والدمار، لو أن أحدهم تحدث مع الناس عن الدين سيكون الرد عليه لماذا لم يصلحكم، وإذا قلت له إن ديننا عظيم لكننا لم نفهمه، سيطالبه بفهمه أولاً، وحتى إذا قال إنه يفهمه لكنه لا يطبقه سيكون الرد عندما تطبق دينك حدثنى»، مضيفًا: «هو لن يقتنع منك بأى فكر ما دامت ظروفك صعبه، فإذا كان عندك تخلف اقتصادى أو سياسى أو عسكري، أو دولة واقعة فى فوضى أو دمار من سيسمع لك، مهما كانت فلسفتك». وأشار إلى أن العبرة ليست بالكثرة أو القلة بل بنفعها، فقضية «تنظيم النسل» لم يقل أحد على الإطلاق من أهل العلم ممن يعتد بعلمهم قديمًا أو حديثًا بحرمانيتها، بل كل الاتجاهات تدعو إلى «تنظيم النسل»، سواء لأسباب طبية مثل صحة الأم أو الجنين أو أسباب اقتصادية، ففى واقعنا المصرى الراهن تجاوز قضية الحل والحرم إلى مرحلة كونه واجب الوقت، ويتطلب منا جميعاً تنظيم ذلك. ورداً على من يزعم قدرته المادية على تربية أى عدد من الأبناء، قال الوزير: «تناولنا لقضية تنظيم النسل لا يجب أن يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، بل يجب أن يبرز إلى جانب هذه الآثار الاقتصادية، كل من الآثار الصحية والنفسية والأسرية والمجتمعية التى يمكن أن تنعكس على حياة الأطفال والأبوين والأسرة كلها والمجتمع والدولة، فهناك مصطلح عن العلماء عن نوع من الإرضاع  يسمى «لبن الغيلة»، وقالوا عنه إنه اللبن الذى يرضعه الطفل حال كون أمه حاملاً بطفل آخر، وسمى بذلك لأن أحد الطفلين يغتال جزءا من حق صاحبه، وهذا المصطلح له أصول طبية، حيث يؤدى ذلك لبعض المشاكل الصحية نتيجة نقص الفيتامينات والغذاء، وهناك البعض يقول أنا أستطيع الإنفاق على أبنائى، أرد عليه بأن قضية التنظيم ليست مرتبطة بالقدرة المادية وحال الأسرة، لأنها مسئولية اجتماعية، فهل من يستطيع الإنفاق على أبنائه توفير الطرق ووسائل المواصلات والمستشفيات والخدمات العامة، والمنافع المشتركة، فعندما تسرف فى استخدام الحق العام، يأتى على حساب  أشخاص آخرين، فعندما ننضبط فى سلوكنا الإنجابى ستوزع الخدمات بالعدل، وإذا جارت فئة فهى تجور على حقوق غيرها».

وتابع: «القدرة الفردية ليست وحدها مناط الأمر، بل يتجاوز قدرات الأفراد إلى إمكانيات الدول فى توفير الخدمات التى لا يمكن أن يوفرها آحاد الأفراد بأنفسهم لأنفسهم، ومن هنا كان حال وإمكانات الدول أحد أهم العوامل التى يجب أن توضع فى الحسبان فى كل جوانب العملية السكانية، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه»، مضيفًا: «أنه من الأدلة القوية أن الرسول قال: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، للأسف أن بعض الجماعات التى لا تفهم الدين أو لا يحسنون فهم النصوص، يأخذون الجزء الأول من الحديث فقط، ويروجون لسرعة الزواج، ولا يكمل النص، أما الخطأ الثانى فهو تفسير معنى «الباءة»، فالبعض فسرها بالقدرة الجسدية وهو تفسير  خاطئ، لأنه لو أراد ذلك لم يكن يأمرهم بالصوم لوجود «الشهوة»، فالتفسير الأدق لـ«الباءة»، هو القدرة على تحمل تبعات النكاح، ومؤنة النكاح بكل مسئولياته المادية والأدبية والمعنوية، فبعض العقلاء الذين يتسق فهمهم مع صحيح الدين ولديهم أبناء يمتلكون القدرة المادية على الإنفاق على أبنائهم لا يرتضين تزويجهم لعدم قدرتهم على تحمل المسئولية، وهذا يتسق مع صحيح الدين والواقع، فكلما ارتفع الوعى الثقافى والدينى والوطني، كان الانضباط فى تلك القضية، فما لم تحدد أسباب المشكلة لن تحلها، كلما زاد الوعى الثقافى العام كان الناس أكثر انضباطًا فى عملية الإنجاب».

وأردف: «كلما كانت الحياة أقرب إلى الحياة المدنية العصرية الحديثة، وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تنضبط قضية النمو السكاني، فنحن نحتاج من الصحفيين دراسات ميدانية واضحة بجانب الدراسات الدينية، وعمل مقارنات بين طبقات المجتمع ثقافياً ومادياً، سنكتشف أنه كلما ارتفع مستوى المعيشة كلما قل عدد الأبناء، فهناك طبقات معينة من النادر أن تجد فيهم أحد يمتلك عددا كبيرا من الأبناء، علاوة على أن هناك البعض كان يعيش فى حجرة ويمتلك 7 أبناء كان لا يقيم لهم بالًا لأنه لن يعلمهم وسيكونون ثروة له، لأنهم سيعملون وينفقون عليه، لكن عندما ينتقل إلى مكان أفضل سيتغير طريقة تفكيره، لذلك عندما يتحدث الرئيس عن مبادرة حياة كريمة، وإن كل شخص يجد مقومات الحياة لأن ذلك سيسهم فى حل القضية».

وأضاف الوزير: «هناك سؤال سأطرحه للناس، لماذا تريدون الأولاد بكثرة ليه؟، فعندما تخاطب الناس خطاباً دينيًا فقط،دون أن تحرك فيه لغة العقل، لن يسمع لك، وسيظن إنك لا تريد المصلحة له، ويظن أنه عندما تقول له «نظم النسل»، أنك تريد مصلحتك الشخصية وليست مصلحته أو المصلحة العامة، فلا يستقبل النصيحة، فلابد أن أخاطبه بما يعتقد أنه فى مصلحته هو كشخص»، مضيفًا: «هناك خطابان الأول للعقلاء والمثقفين والوطنيين بأن  مصلحة الدولة لا بد أن نسير فى عملية ضبط الزيادة السكانية، والآخر للفرد ويتضمن التوعية الصحية للأم، وتوعيتها بخطورة الإنجاب المتكرر على صحتها وصحة أطفالها والجنين، فعلماء الاجتماع يؤكدون أن الحياة الأسرية تتأثر بالإنجاب المتكرر، فكثرة الأولاد يؤثر على الزوجة فى تأدية دورها الزوجى مع زوجها وفى المنزل، علاوة على أن دخول الزوجة فى عمليات حمل متتابعة سيؤدى لدمار الأسرة، وذلك أحد الانعكاسات السلبية  لكثرة الإنجاب». وأوضح أن بعض الآباء لا يقدرون أن الأبناء أمانة وهم مسئولون أمام الله عن توفير حياة كريمة لهم، فالرسول الكريم يقول: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول»، فلا يصح الإنجاب إذ لما يستطع  الإنفاق عليهم، وهناك نقطة أخرى مهمة يجب أن نتحدث فيها، أن البعض يقول إنه يريد الأولاد ليكونوا له «عزوة» أو «شايلهم للزمن»، حيث أخبرنى شخص ذات مرة أنه لدية 9 أبناء، معللاً ذلك بأنه عندما يتشاجرون مع أحد سيكونون «عزوة» لبعضهم، لكن يجب هنا إعلان مفهوم الدولة الوطنية ومفهوم القانون، وهناك دولة تأخذ حق الضعيف والقضاء على العصبيات الجاهلية والنعرات وإعلاء دولة القانون، فكثير من الناس يقول «أنا عايز الولد لعوزة الزمن»، فهناك شخص طيب وذو دين ابتلاه الله بولدين تسببا له فى المشاكل والأزمات مع ذلك قال لى: «أول مرة أعرف معنى مقولة الشيخ محمد الشعراوى رحمه الله بأن العقم نعمة من نعم الله»، فالشيخ الشعراوى قال إن الله ذكر العقم فى معرض حديثه عن النعم حيث قال فى كتابه الكريم: «يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ»، فكثير ما نرى فى الواقع حوادث قتل الأبناء للأباء، وكما ذكر الله فى سورة الكهف: «وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا،فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحما»، فالولد كالمال قد يكون نعمة أو نقمة، حيث إن البعض قد يعلل رغبته فى كثرة الإنجاب بأنه يريد من يحمل مسئوليته عند الكبر وتلك ثقافة عند أغلبية، لكن الشيخ الشعراوى رد عليهم بقوله: «يمكن ربنا لا يعطيك الأبناء لكنه لا يحوجك لأحد.. وإن احتجت لمن يخدمك سخر لك كل من حولك لخدمتك».

وتابع: «الابن العاق قد يكون سبب شقاء والده، ففى الريف مثلاً تجد الشخص الذى ليس لديه أولاد مثلا، يهرع الجميع لخدمته ومساعدته، لكن من يملك أبناء عاقين له تجد الناس لا تخدمه بحجة أن أبناءه لا يهتمون به، فلا يكون قد رحمه وتسبب فى عدم رحمة الناس له، ولذلك يجب أن تكون عقيدتك واعتمادك فى حياتك ودنياك وآخرتك أن الله سيقف بجوارك وليس الأبناء»، مضيفا: «النقطة المهمة أن بعض الناس يقولون أنهم قادرون على تربية أبنائهم جيدًا أقول لهم لستم بأشطر من سيدنا نوح، فصحيح أنه عند التربية يجب الأخذ بالأسباب، فسيدنا نوح عندما قال: (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين،  قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألنى ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين).

وأضاف: «يجب عند مخاطبة الناس أن تخبرهم أن من سيتولى أمرهم هو الله وليس الأولاد، فلو أراد الله سترك، سترك بولد أو من غير ولد، ولو لم يرد لكان الابن هو سبب معرة الأب وشقائه، والخلاصة فمن الناحية الدينية أن موضوع تنظيم النسل هو ضرورة الوقت وواجب الوقت، وهو حلال لا يختلف فى ذلك عالم ممن يعتد برأيه، والأزهر والأوقاف ودار الافتاء يؤكدون ذلك». وحول جملة «الولد بيجى برزقه» وخطة الوزارة لاستخدام خطب الجمعة كوسيلة لتوعية الناس حول القضية، قال الوزير: «أنا شخصيًا تحدثت عن قضية تنظيم النسل فى أكثر من خطبة، وهناك التزام كبير بموضوع الخطب، وموقع الوزارة يضم عشرات الخطب عن تنظيم النسل، فضلاً عن تنظيم العديد من الندوات التلفزيونية وفى الصحف، كما لدينا خطة واضحة ومحددة لذلك، منها خطط شهرية وسنوية وخمسية، وهناك لجنة مختصة بتلك الخطط تحت إشرافى المباشر، حيث إن هناك 52 خطبة سنوية مقسمة على عدة مواضيع من خطب عن الفكر المتطرف والقيم والأخلاق والعمل، تقوم على عدة محاور مثل تصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المتطرف والقضايا الوطنية وترسيخ الولاء والانتماء الوطني، والتشجيع على العمل، فضلًا عن أن هناك محاور فرعية مثل المرأة والشباب والقضايا السكانية والطفولة وذوى الاحتياجات الخاصة، وترفع تقرير دورية شهرية وربع سنوية لعدة جهات فى الدولة»، مؤكداً: «هناك استراتيجية لخطب الجمعة، فلو تم التحدث عن قضية تنظيم النسل مثلاً فى خطب متتالية قد تأتى برد فعل سلبى، وبالأرقام أعددنا دورات لـ4 آلاف إمام و200 واعظة، عن التوعية السكانية، وهناك وكيل وزارة متخصص فى القضايا السكانية فقط، مسئول عن إعداد من 2 إلى 4 ندوات شهرية فى محافظات مصر مع المركز القومى للسكان ووزارة الصحة، وقد أنهينا 70 دورة تدريبة لـ7 آلاف إمام و 2000واعظة»، عملوا مع المركز القومى للسكان فى حملات طرق الأبواب، فجميع منظمات الدولة تدار بفكر مؤسسى وليس عفوياً، حتى فى اختيار الخطب وموضوعها.