الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قراءة الغيب والمستقبل 2-2

قراءة الغيب والمستقبل 2-2

تحليل البيانات الكبيرة لا يستخدم فقط فى الأمور التسويقية كما تتحدث أغلب الكتب والمواقع الالكترونية التى تتناول هذا العلم وإن كان هذا الأمر مهما جدا لتحليل انماط الاستهلاك وتفضيلات المستهلكين وتساعد فى رسم الخطط التسويقية المستقبلية للشركات والمؤسسات إلا أن للأمر جوانب أخرى فى غاية الأهمية وربما تتخطى أهميتها أهمية المكاسب المادية وفتح المزيد من الأسواق للسلع والمنتجات وخلافه.



الرقم المختصر الموحد للطوارئ بالولايات المتحدة الامريكية (911) هو مثال ممتاز لتحليل البيانات الكبيرة حيث يتم من خلال تحليل المكالمات وتوقيتها وموقعها ونوع الطارئ سواء اكان عطلا فنيا فى احد انظمة البنية الاساسية أو للابلاغ عن جريمة وخلافه حيث يتم قراءة نتائج تحليلات تلك المكالمات والخروج بخطة مستقبلية للإقلال من آثارها السلبية فى المستقبل والتى قد تكون توجيه المزيد من اعمال الصيانة والاحلال لخط مياه أو لكابل كهرباء أو زيادة تمركز فرق الطوارئ والاصلاح فى نطاق معين أو لدراسة البيئة والحالة الاجتماعية لمنطقة ما والتى تنتشر فيها انماط معينة من الجرائم أو زيادة التواجد الشرطئ والإجراءات الوقائية لتقليل معدلات حدوث نوع أو آخر من انواع الجريمة فى المستقبل. يتخطى الأمر هذا المجال إلى مجال اوسع وارحب وهو مجال تحليل ما يتم على شبكات التواصل الاجتماعى من تفاعلات بين المستخدمين وتحليل لما يقومون به مستندين إلى بياناتهم المعلنة ومنها الموقع الجغرافى والسن والحالة الاجتماعية والمستوى الدراسى والمؤهلات والاهتمامات الثقافية والتوجهات الدينية والسياسية وقائمة الاصدقاء وساعات وتوقيتات التواجد على تلك الشبكات بالإضافة إلى البعد الاقتصادى المرتبط بتصفح السلع والمنتجات وعمليات البيع والشراء الالكترونية أيضًا.

أما عن توقعات المستقبل فهى كثيرة ومتعددة تبدأ بمعرفة مكان التواجد خلال الاسبوع القادم بصورة تقريبية وايضا الميل نحو الشراء ولأى منتجات أو خدمات وايضا الحالة النفسية والصحية واستقراء نمط الحياة وصعوباتها ومحاولة إيجاد سلع وخدمات تساعد فى تحسين تلك الأنماط وصولا إلى سلامة المستخدم ووصوله إلى أعلى درجة رفاهية وراحة ممكنة.

من الجوانب الخفية المرتبطة بالميول والاهتمامات والحالة النفسية ما قد يستخدم لأغراض الاستقطاب السياسية أو تغيير التوجهات الدينية أو منظومة القيم لخدمة اغراض متعددة اغلبها غير برىء والقليل منها كذلك.