الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مقاومة الحفاء

مقاومة الحفاء

فى عام 1941 أطلق حسين سرى باشا رئيس الوزراء حملة تبرعات تحت اسم «مشروع مقاومة الحفاء» ذاكرا فيها أن الملك فاروق الأول شعر بالانزعاج لرؤية الكثير من طبقة العمال والفلاحين من الفقراء يسيرون فى الطرقات حفاة الأرجل نتيجة تفشى الفقر وأنه قد تبرع بمبلغ ألفى جنيه لصالح تلك الحملة.



اتذكر ايضا عملا بعنوان «عيلة الدوغرى» للكاتب المسرحى الكبير نعمان عاشور والتى تحولت الى عمل تليفزيونى انتاج 1980 بنفس الاسم وأتذكر خادم الأسرة والذى جسد دوره الفنان الكبير شفيق نور الدين والذى كان يردد طلبه لكبير تلك العائلة قائلا :«انا عاوز جزمة يا حسن» وقرب نهاية المسلسل تم منحه حذاء ويظهر الفنان الكبير فى مشهد عبقرى وهو يحاول السير بالحذاء الجديد بخطوات حذرة مستندا على الأشخاص والحوائط.

كثيرا ما أتذكر هذين الأمرين كلما مررت بصفحات متعددة على شبكات التواصل الاجتماعى تمجد فى العهد الملكى مظهرة إياه كأنه محقق لجنة الله على الأرض مع العبارات المكررة بالمديونية الكبيرة لمصر لدى إنجلترا وهى فى حقيقة الأمر ربما تكون مديونية «على الورق» فقط نتيجة سلب خيرات البلاد لتجهيز جيوش المملكة المتحدة والحلفاء فى الحرب العالمية وما تحتاجه من أغذية وخلافه.

حاولت أن أقارن ذلك بالمشروعات التى قامت بها الدولة المصرية وأهمها مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصرى فلم أستطع إيجاد أوجه للمقارنة.

عودة إلى الحفاء والذى وجدت عدة مواقع غربية تتحدث عن فوائد الحفاء وفوائد السير دون أحذية وما يعود على الجسم من تلامس الأرجل مع الأرض وعلاقته بالطاقة والاسترخاء والنوم العميق ورفع درجة مناعة الجسم وعلاج مشكلات الأرجل والتواصل مع الطبيعة...إلخ.

حاولت إيجاد حل لتلك القضايا محاولا توضيح الحقائق ولكن وجدت أن الجدل حولها لا ينتهى فالمتعصبون لهذا العصر سواء عن اقتناع أو لأغراض سياسية لن يتوقفوا عن إطلاق مثل تلك الحملات والعبارات طالما وجدوا مصدقين لتاريخ لم يعاصروه، تصديقا يصل إلى حد الإيمان والدفاع عن أمور لم ينظروا إلى جميع أبعادها ولم يتركوا لعقولهم المساحة للتفكير المنطقى النقدى السليم وهنا عدت إلى التأكد من أن معركتنا الأساسية هى معركة الوعى وليست معارك جانبية مع أصحاب الأغراض.