أولياء مصر
صدر منذ عدة سنوات كتاب بديع فى ثلاثة أجزاء بعنوان «رفع أعلام النصر بذكر أولياء مصر» للاستاذ محمد خالد ثابت المتخصص فى التصوف، وهو ابن الكاتب الإسلامى الكبير خالد محمد خالد صاحب الاسهامات المتميزة، ومنها كتابه الشهير«رجال حول الرسول» وأيضا سلسلة كتب عن خلفاء الرسول تحت عناوين «وجاء أبوبكر» و»بين يدى عمر» و »وداعا عثمان» و »فى رحاب على» و »معجزة الاسلام عمر بن عبدالعزيز».
عودة الى كتاب أولياء مصر والذى يتحدث عن اولياء الله الصالحين من المصريين ومن كافة البلدان، والذين مروا بمصر ودفنوا فيها حيث يتناول جانب من حياتهم وأهم أقوالهم وبعض الكرامات التى ظهرت على أيديهم، كما يتناول الاحتفال بمولدهم فى تسلسل زمنى يصل الى القرن الواحد والعشرون ايضا حيث يتناول بعض الأولياء المعاصرين أو الذين يعتقد المؤلف أنهم كذلك منهم سيدة عجوز ظهرت فى إحدى حلقات برنامج «واحد من الناس» يمكن مشاهدته من خلال البحث فى موقع اليوتيوب تحت عنوان «امرأه تعلمك الصبر والرضا بما قسمه الله لك»، حيث يحاول المحاور أن يجعلها تتحدث عن معاناتها مع المرض والفقر، ولكنها تجيب اجابات تنم على انها مع الله فقط فحين يسألها عن المرض وهل قام احد الاطباء بعلاجها فانها تجيب «ربنا سبحانه وتعالى بيحدف لى شوية العيا وبيشيلهم على طول...ربنا معايا...معيش معايا حد الا هو...ربنا ...ربنا..ربنا» وعند سؤالها عن من اين تنفق فانها تشير الى انها تحصل على 10 جنيهات من المسجد بالاضافة الى 50 جنيها تأتى اليها من القاهرة، ثم تستمر فى حمد الله مشيرا الى أن الـ60 جنيهًا يكفوها ويفيض منهم أيضا ثم تشير الى قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم اكتنازه للمال على الإطلاق، ثم تعود الى حمد الله كثيرا وفى النهاية عندما يسألها عن أى شيء تطلبه أو يستطيع تقديمه لها، فتبدأ فى حمد الله كثيرا ثم عندما يكرر عليها السؤال تفكر لثانية واحدة، ثم تعود الى حمد الله.
الكتاب مليء بالمواعظ والرقائق والأمل فى كرم الله وفيوضات أنواره على عباده، وهو ليس الكتاب الوحيد للمؤلف، ويذكرنا بكتابات الإمام الراحل الدكتور عبدالحليم محمود فى رحلته مع التصوف وأولياء الله.
من الكتب المهمة أيضا كتاب بعنوان «التصوف الثورة الروحية فى الإسلام» لمؤلفه أبوالعلا عفيفى والصادر عام 1933 حيث يتناول التصوف وبداياته من وجهة نظر فلسفية واكاديمية موضحا الفرق بين التصوف والزهد وأن التصوف هو المفهوم الاشمل والأعم والأكثر قربا من الله حيث يقول فى مقدمة الكتاب «إن التصوف هو أروع صفحة تتجلى فيها روحانية الإسلام، وتفسير علمى لهذا الدين، فيها إشباع للعاطفة وتغذية للقلب، فى مقابلة التفسير العقلى الجاف الذى وضعه المتكلمون والفلاسفة والتغير الصورى القاصر الذى وضعه الفقهاء»، كما يقول أيضا إن التصوف «هو الثورة الروحية فى الإسلام، لأنه كان انقلابا عارما على الأوضاع والمفاهيم الإسلامية كما حددها الفقهاء والمتكلمون والفلاسفة، وهو الذى بث فى تعاليم الإسلام روحا جديدة أدرك مغزاها من أدركه، وأساء فهمها من أساءه». تغريدة: اللهم مدد بلا عدد
