الوعى المطلوب 3/3
عادة فإن الخطوة الأولى نحو وعى سليم هى وجود جميع المعلومات_ السليمة والمغلوطة والفاسدة_ متاحة أمام الجميع ثم قبل أن يستوعب العقل أى منها ويتبناه فإن عليه أن يبدأ فى العمل من خلال طرح مجموعة من الأسئلة والتى تبدأ بـ «لماذا» و«أين» و«متى» و«ماذا لو» و«من المستفيد» و«ماهى المرجعية» و«ما درجة صحة تلك المراجع»... إلخ.
القراءة بين السطور والسؤال عن غرض القائل أمور فى غاية الأهمية مع ضرورة اليقين بأن الأمور ليست أبيض وأسود وأن اللون الرمادى هو الغالب فى الكثير منها.
من الأمثلة الصعبة التى تحتاج إلى الكثير من العمل هى تلك المرتبطة بمحاولة ضبط منظومة القيم فالمثال الشهير لمطرب هزلى حصد نجاحا يفوق الخيال فى وقت قياسى يجب أن يتم مراجعته وتحليله أمام الشباب فلا كل من سلك هذا المسلك وصل إلى هذا النجاح فالكثير منهم توقف عند مرحلة الغناء فى الأفراح الشعبية فى شوارع العشوائيات والبعض الآخر اتجه إلى الجريمة فيما عاد البعض الآخر إلى مهنته الأولى وعليه فإن نسبة النجاح فى تلك الحالة هى صفر تقريبًا كما أن هذا ليس نجاحًا إلا بالمعيار المادى أما بمعيار القيمة المضافة والتأثير الإيجابى على الآخرين فيمكن لنا أن نضيف فى هذا الأمر صفرًا آخر.
قيم الفهلوة والكذب والآمال غير الواقعية هى قيم يجب التخلص منها تمامًا فلا يجب أن ننتظر معجزة فى كل مرة ولا يجب أن تكون المعجزة هى الأمر المنشود والمتوقع طوال الوقت فحتى الأنبياء أتاهم الله عددًا محدودًا من المعجزات ولكن فى المقابل قاموا بالكثير من العمل الجاد الشاق لاستكمال رسالاتهم.
الوعى المطلوب يحتاج إلى وجود كل جوانب الحياة بوضوح وليس الجانب الذى يعضد وجهة نظر قائله فقط ويجب أن يتم إعمال العقل وتحليل كل تلك الجوانب ولا أدعى أن أمرًا كهذا يجب أن يتم بطريقة عشوائية أو تلقائية ولا يجب أن نعتمد على الصدفة بل يجب أن يقوم عدد كبير من الشخصيات المتزنة فى جميع المجالات بحمل لواء الوعى المصرى وذلك أينما تواجدوا سواء فى محيط أسرهم أو نطاق أعمالهم أو من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعى وخلافه كما يجب عليهم ألا يشعروا إطلاقا باليأس من الاستمرار فى التنوير وليكن الحديث الشريف الصحيح «إذا قامت الساعةُ وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها» هو منهاجهم فى رحلة التنوير المنشودة.
