الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أوجه المقارنة

أوجه المقارنة

حاول العديد من أصدقاء الزمن الجميل جٍرى إلى منطقة عقد مقارنة بين عبد الحليم حافظ وأحد مطربى المهرجانات ذائعى الصيت كثيرى المال وقبل أن أبدأ فى التفكير فى صوت العندليب و شجنه وفى الكلمات الرصينة والألحان البديعة وساعات البروفات المكثفة التى كان يقوم بها مع الفرقة الموسيقية التى تتكون من مبدعين حقيقيين يعزفون على كل الآلات مقارنة باستخدام الأجهزة الكهربائية لتوليد الأصوات المختلفة وتلك الأخرى التى تقوم بتغيير صوت المطرب وكذا أيضا صوت الكورس-إن وجد- مرورًا بشكل مطربى المهرجانات مقارنة بأناقة العندليب ثم انتقالًا إلى ما يقومون به من هذيان سواء فى لقاءاتهم التليفزيونية أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة ورد فعل الجمهور على تلك السخافات والتى أحيانا نتيجة الفراغ والخواء وأحيانا انسياقا كالقطيع فى تلك المناقشات التافهة وجدت أن الإجابة الصحيحة والأسهل أن أقول لهم: إنه لا يمكن وضع العندليب مع أحد هؤلاء الأشخاص فى جدول واحد أو فى جملة مفيدة واحدة لنبدأ فى المقارنة.



والغريب أنه وبعد مرور 44 عامًا على وفاة العندليب الأسمر وبعد مرور 55 عامًا على وفاة محمد فوزى أو 47 عامًا على وفاة المبدع فريد الأطرش أو حتى مرور 77 عامًا على وفاة أخته المطربة أسمهان فإن إبداعاتهم حاضرة ولا يختلف عليها أحد بل الشىءٍ المبشر بالخير أن الجيل الجديد الذى ساهم فى شهرة مطربى المهرجانات لديه شوق ورغبة فى الاستماع إلى تلك القامات الغنائية الكبيرة وتحدث فى وجدانهم أثرًا كبيرًا حتى عند الاستماع إليها لأول مرة وهو ما يختلف أحيانا مع أبناء جيلنا الذى أحيانا ما يكرر مقولة عن رأيه فى أغنية ما ورد فعله عندما استمع إليها لأول مرة مقارنة بالتغيير الكبير و الولع الشديد بها فى المرات التالية.

والمعنى أن الذوق لم يفسد كما يعتقد البعض بل إن هذا التأثير ناجم عن الإغراق والحصار الشديد الذى تحدثه وسائل الإعلام الحديثة و شبكات التواصل الاجتماعى والتى لا تترك مساحات عادلة للفن الأصيل جنبًا إلى جنب مع الفن الهزلى المنتشر.

واِعتقد أن على وسائل الإعلام و علينا نحن جيل الزمن الكبير دور كبير فى استمرار التعريف بتلك الإبداعات من خلال القنوات المختلفة ولا يجب أن ننساق حتى إلى نقد تلك الأنماط المسيطرة فكل مرة نجد أغنية جديدة تافهة فإن ما يجب علينا عمله هو نشر أغنية من أغانى الزمن الجميل فالإناء القذر لن يصبح نظيفًا فى حالة نقدنا لقذارته أو محاولة تنظيفه بقاذورات أخرى.