الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المشير الأسمر

المشير الأسمر

  مساء ٢٨ يناير ٢٠١١ انقلبت الدولة المصرية رأسًا على عقب، وجد المشير طنطاوى وطنه وقد تحول إلى كرة من اللهب لا يمكن إمساكها ولا يسمح ضميره الوطنى بأن يتركها، سرعان ما تلقف المشير الكرة متحملًا آلام الحريق الذى وجد من يزكيه ويزيده اشتعالًا ويستمتع بتقديم محروقاته السياسية، عامدًا متعمدًا استمرار حرق الوطن، بعدما نجح فى استخدام الأدخنة المتصاعدة من جسد الوطن فى تغييب العقول والعيون  واتخذ منها ستارًا للسطو على مقدرات الوطن، إلا أن الأدخنة لم يكن بمقدورها تغييب القلوب النابضة بعشق هذا الوطن.



تلقف المشير كرة اللهب ولم يسمح لها بحرق مرمى الوطن، ليلتف حوله مقاولو هدم الدولة من الباطن والظاهر، ممن ركزوا ذخيرتهم الثورية تجاهه ومجلسه العسكرى مدعومين بغطاء دولى تخلى عن أدنى قواعد الحياء الدبلوماسى، ونشر التنظيم الإرهابى الإخوانى قواعده فى ربوع الدولة وعلى الشاشات قائدًا لحملات الضغط والابتزاز أملًا فى انهيار المشير وانسحابه بعد حصاره سياسيًا ونفسيًا وشخصيًا وإعلاميًا، بل وتهديدًا بالتدخل الخارجى فى أبشع عملية نخاسة سياسية مارسها الإخوان وعرابهم محمد البرادعى المنسحب طواعية من خندق الوطن، إلا أن الجميع لم تسعفهم نفوسهم  الضعيفة من تخيل صلابة الرجل.

 استمرت عملية الضغط ولم يقدم الهواة من مدعى النخبوية إلا مزيدًا من الثغرات فى جسد الوطن ليمر الإخوان إلى قلبه، ولما جرى ما جرى ووصل العياط إلى حكم البلاد راحت فلول النخبة البائسة تصب لومها على المشير الذى سلم الدولة لجماعة الإخوان بعدما باعوها جملة وتقسيطًا لتنظيم دولى ما كان ليصل لحكم البلاد لو أن رجالًا واجهوه بما لديهم من رصيد النخوة السياسية التى ثبت أنها ضرب من الوهم، لكن المشير الذى خبر الزمن لم تغفل عيناه عن وطنه بعدما اطمأن على قلبه النابض هناك حيث غرفة عمليات القوات المسلحة، وبعدما كان قد مهد الطريق لمن يحمل الراية من بعده أمينًا على وطنه وشعبه.

المشير الأسمر الذى خبر الزمان والمكان وانكشفت أمامه النخبة الوهمية كما انكشفت أمامه قدرات التنظيم، كان قد استجاب تكتيكيًا لمحاولات استعراض القوة من جانب الجماعة الإرهابية التى أصدر مندوبها قرارًا بتنحيته عن منصبه ولم يستطع تنحيته عن وطنه، كان المشير قد غادر المشهد المعلن بعدما أعاد تنظيم الصفوف واتخذت الوحدات والتشكيلات تمامها فى حفظ الوطن.

 استولت الجماعة الإرهابية على حكم البلاد عامًا كاملًا ولم تنشأ القدرة على مقاومتهم إلا من رحم الإيمان بوطنية الجيش، ولم يولد الأمل فى إزاحتهم إلا من واقع اليقين بانحياز الجيش لشعبه ووطنه، ولم تتم عملية الانقاذ إلا تحت مظلة الحماية التى فرضتها القوات المسلحة ماديًا ومعنويًا، ولما انطلقت ثورة الدولة راح متفلسفو النخبة التى سلمت البلاد قسريًا للإخوان يحجزون لأنفسهم مكانًا وهميًا فى فاترينات النضال الشفهى، لا يستحون من تعرية أنفسهم سياسيًا ومعنويًا بالحديث المعلن عن دهاء المشير طنطاوى الذى كان بالأمس قد سلم البلاد للإخوان، واليوم هو من ورّطهم فى حكم البلاد لكشف غبائهم للعباد، ثم جاء المشير السيسى بطلًا شعبيًا برصيد غير مسبوق لقائد عملية إنقاذ الدولة وحفظ وجودها، لتعاود نفس النخبة إدمانها للتنظير المستند لانعدام الخبرات والتجارب والمهنية، أولئك هم المرجفون لو خرجوا فيكم لن يزيدوكمً إلا خَبَالا.