كوكـب اليـابـان!

يحلو للبعض منا إطلاق اسم كوكب اليابان على الإمبراطورية اليابانية أو المعروفة باسم اليابان، وهى الدولة التى أطلق عليها الصينيون بلاد الشمس المشرقة أو البلاد التى تشرق منها الشمس لأنها شرقهم جغرافيا.

لم تكتسب اليابان هذا الاسم الفخيم من فراغ فهى لم تتحول الى هذه الحداثة والتطور والتقدم التكنولوجى والاقتصادى إلا بالجدية والإصرار ومراجعة كل أخطاء تاريخها الماضى بكل صدق وشفافية وابتعدت عن الطائفية وركزت على بناء اقتصادها وتقويته والتفرغ للعمل والابتعاد عن التوك شو فى كل مكان فى العمل وفى الحياة والتركيز فى المصلحة العامة والتعاون وعدم احتكار الفضيلة لفئة دون الأخرى  وخلقت التناغم بين أبناء المجتمع الواحد وحددت مواضع ضعفها وقوتها وتناست كل أفكار الانتقام وتصفية الحسابات ووضعت دستورا يفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وحافظت على استقرارها الديمقراطى الدستورى لمنع السياسيين من التلاعب به وتطورت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية مستفيدة من أخطاء الفترة العصيبة التى مرت بها لتتحول اليابان خلال عقود قليلة إلى ثانى اقتصاد عالمى بنظام إمبراطورى رأسمالى ديمقراطى ذى مسئولية اجتماعية خلقت من خلاله شعبا منتجا مسالما وتسانده طبقة متوسطة مثقفة ومتعلمة ومدربة تلعب دورا مهما فى تطوير تكنولوجيتها واقتصاديات بلادها فى الوقت الذى وفرت فيه لشعبها دون تمييز شبكة حماية مجتمعية فى الرعاية الصحية والتعليمية والإسكانية. 

كان أفضل ما ركزت اليابان عليه بناء الإنسان والتركيز على التعليم والتربية حتى نجحت  فى إنتاج مجتمع متعاف ومعافى من الشوائب الأخلاقية، ففى المرحلة الابتدائية يجرى تدريس منهج الطريق إلى الأخلاق يتعلم فيه التلاميذ الأخلاق الطيبة وكيفية التعامل مع الآخرين!

فى اليابان رغم ثرائهم الملحوظ  بل هم أغنى الشعوب لا يوجد فى البيوت خدم ولا أى مظهر من مظاهر الاعتماد على الخدم وغيرهم بل يتولى الوالدان كل المسئولية والأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم مع مدرسيهم لمدة تصل إلى ربع ساعة. 

مدراء المدارس يختبرون طعام التلاميذ قبل حضورهم بنصف ساعة للتأكد من خلوه من أية مشاكل قد تصيب الأطفال باعتبارهم ثروة اليابان ورأس مالها المستقبلى.

عال النظافة فى اليابان يسمى مهندس الصحة والتلاميذ فى المدارس يأخذون فرش أسنانهم معهم للمدرسة بعد تعقيمها لتنظيف أسنانهم عقب الوجبة وفى البوفيهات المفتوحة  كل شخص يأخذ قدر احتياجة فقط وليس مايزيد عنها. 

أعلى معدل لتأخير القطارات فى اليابان 7 ثوانى، لماذا؟

لأنه شعب يعرف قيمة الوقت، شعب لا يحب الجدال ولا التفسرات الإجتهادية لكل صغيرة وكبيرة ولايتحدث فى الدين ولا يهتم بدين الآخر ابدا 

لكل هذا أصبحت اليابان كوكبا عند شعوبنا!!