أكل سريع... هضم بطىء
الأكلات السريعة أو ما يطلق عليها Fast food انتشرت بصورة كبيرة وأصبح الشباب والأطفال لا يريدون أن يأكلوا غيرها تقريبًا، وأحيانًا يصل الأمر بالطفل إلى البكاء والصراخ رافضًا الأكل المنزلى تمامًا وربما يقضى يومه أو يخلد إلى النوم جائعًا مفضلًا ذلك على أن يرضخ لمحاولات الأهل إثنائه عن تلك المأكولات.
للأمر شق مرتبط بالمذاق الشهى لتلك المأكولات وله شق آخر مرتبط بما تتركه فى الجسم من أثر والذى أحيانًا يعتبره بعض خبراء التغذية تأثيرًا مشابهًا لتأثير المخدرات من حيث التعود والإدمان.
وفى الواقع أننى بالأمس اضطررت إلى تناول البعض من تلك الوجبات السريعة لاعتبارات مرتبطة بالجوع وعدم القدرة على الانتظار وهنا حدثت المفاجأة فعندما غادرت المطعم ممسكًا بالكيس الذى يحتوى على تلك الأطعمة وبدأت فى تناول أحدها فوجدته باردًا جدًا بل ووجدت قطعًا صغيرة من الثلج بداخله، تركت الساندوتش الأول وأمسكت بالثانى فوجدته على نفس الحالة أما الثالث فكان دافئًا, وهنا فهمت كيف يقومون بإعداد تلك الأطعمة بهذه السرعة.
الموضوع ببساطة أنهم يقومون بإعداد الأطعمة بالكامل وبكميات كبيرة ثم يضعونها فى ثلاجة للحفظ ويتم استخراج الوجبة المطلوبة ويقومون بتسخينها داخل جهاز مايكروويف قبل تقديمها للعملاء فتبدو ساخنة وطازجة وهو ما لم يحدث معى ربما لأسباب تتعلق بعدد الزبائن الكبير بالأمس.
مشهد آخر رأيته عندما قمت فى السابق بطلب قطعة من البيتزا، وهنا وجدت الأمر نفسه يتكرر حيث تم استخراجها من ثلاجة كبيرة وتم تسخينها, أما الجزء الغريب هو إحضار العامل لعلبة تشبه علب المبيد الحشرى وبدأ فى رش سطح البيتزا بهذه المادة الزيتية وهنا أمعنت النظر لقراءة المكتوب على تلك العلبة حيث وجدته «ثوم Garlic».
أما عن الهضم فحدث ولا حرج, فتلك الأطعمة أجدها صعبة جدًا فى الهضم، ربما لم يكن الأمر كذلك فى السابق لأمور مرتبطة بصحة معدتى وقدرتها على هضم الزلط وهو أمر أصبح من الذكريات.
سارعت إلى موقع البحث الشهير جوجل فوجدته يشير فى أحد المواقع إلى أن الوجبة السريعة من أحد تلك المطاعم الشهيرة تحتاج إلى 72 ساعة ليتم هضمها وهى مدة زمنية تعادل على الأقل المدة الزمنية للهضم وللتخلص من فضلات الوجبات الأخرى.
أما عن التأثيرات على الجسم فحدث ولا حرج من كمية السكريات والنشويات والدهون التى تدخل إلى الجسم فجأة وهو أمر يحتاج إلى تدخل خبراء التغذية لتوضيح آثاره السلبية على الصحة العامة.
