الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بدون ضمان

بدون ضمان

الضمان هو الكفالة والالتزام بأن من صدر إليه التصريح سوف يحترم القوانين والنظم ، هو حُسن تنفيذ المتعهّد للمشروع بناءً على مواصفات العقد، وعادة عندما تُقبل على شراء أى شىء جديد أول ما تسأل عنه هو مدة الضمان وإن لم يكن موجودًا من الأساس تصرف نظر عن شرائه وتبحث عن غيره.



 ولكن فيما يتعلق بالزواج فالموضوع مختلف تمامًا فهو بلا ضمان ولن يضمن لك أحد نجاحه أو فشله سوى اختيارك من البداية، يعنى أنت وحظك وشطارتك فى أن تختار نصفك الآخر الذى سيعيش معك مدى الحياة، وإما أن تجد البطيخة، أى الزواج، حمراء وتعيش حياة إلى حدِ ما مستقرة وهادئة يلزمها بعض التلطيف والتجاهل و«البكش» وكثيرًا من الاهتمام والاحترام، أو بكل أسف تجد البطيخة «قرعة» أى بلا لون أو طعم أو رائحة وهنا تتعدد اختياراتك بين أن تنهى هذه الحياة الماسخة دون أن تأبه لكلام الناس والجيران وحتى كلام أمك وأبيك ، أو تقرر أن تستمر من أجل الأبناء فتعيش وكأنك ميت وعندما يكبر هؤلاء الأبناء لن يقدروا تضحياتك العظيمة من أجلهم بل سيقولون لك بكل بجاحة «هو حد قالك تضحى عشانا.

بدون ضمان هو إحدى حكايات مسلسل «إلا أنا»، وقد نجحت كل من مريم وعلا أو هنادى مهنى وهاجر أحمد،  فى التعبير عن معاناة العديد من السيدات اللاتى أقبلن على الزواج، أملًا فى أن يعشن حياة تملؤها المودة والرحمة، وسواء كان هذا الزواج عن حب أو صالونات ولكن النتيجة واحدة وهى خيبة الأمل والخزلان وفقدان حقيقى لشريك حياة بمعنى الكلمة يعرف حقوقه وواجباته ويحترم الزوجة التى معه ويقدرها باعتبارها شريك حياة وليس تابعا.   

تطرقت الحكاية إلى العديد من النقاط المهمة أولها علاقة الأم بابنها وتدخلها فى حياته حتى بعد زواجه، وعدم احترام خصوصية زوجة الابن، ومضايقتها باستمرار من قبل الأم وأخت الزوج، وكثير من البيوت تتعرض للخراب بسبب هذه النقطة الحاسمة، فهناك نوع من الرجال حين يتزوج لا يعلم الحدود الفاصلة بين الأم والزوجة وتتداخل لديه الأمور ويسمح لأمه أن تتدخل فى حياته وهو لا يعلم أنه بذلك يدق أول مسمار فى نعش حياته الزوجة.

 كما تناولت الحكاية قضية جوهرية هى أساس العديد من الخلافات الزوجية ومصدر إفشالها وفشلها وهى تعمد الزوج إلغاء شخصية زوجته ومحاولة تغييرها على حسب هواه ومزاجه وتفضيلاته وميوله وإرادته وتحكماته وسيطرته وذكوريته، وكأنها عروسة ماريونت يحركها كيفما يشاء هو، يريدها أن تترك عملها الذى تعبت فى إيجاده لأنه «عاوز كده» دون مبرر أو إقناع، يريدها أن ترتدى الحجاب رغم أنه تزوجها فى البداية واختارها وهى غير محجبة، وعليه أن يأمر فيطاع.

عزيزى الزوج هل تريدها «جاهز ولا تفصيل»، فكر قبل الاختيار، فإن كنت تريدها “جاهز” فلا يحق لك أن تفرض عليها أن تغير من شخصيتها أو تجبرها على ترك عملها، ولا تضع زوجتك بين هذا الاختيار «أنا ولا الشغل» فالمقارنة هنا غير صحيحة وغير عادلة، وكأنك تقارن بين من أحلى القطر أم العصفورة، ولكن ساعدها ان توفق بين متطلبات بيتها وعملها وشاركها نجاحها ودعمها وقت عثراتها، ومن يفعل ذلك دليل على أنه رجل ذكى وزوج متفاهم ومتعاون، وإن كنت تريدها» تفصيل “فحدد اختياراتك من البداية وطابقها بكل فتاة تقابلها ومن تنطبق عليها فهى التى ترسى عليها العطا ووقتها ستكون الزوجة ناجحة وكفؤ لأنك اخترت من البداية ما يناسب ميولك ورغباتك ولكن ليس من المنطقى أن تعجبك امرأة عاملة وبعد الزواج تفرض عليها أن تجلس فى البيت أو تجبرها على تغيير استايل ملابسها، فكل شىء بالخناق إلا الزواج بالاتفاق، واللى أوله شرط آخره نور وحتى يكون الزواج بضمان يجب حسن الاختيار منذ البداية.