السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ماذا فعلنا للكورونا ؟

ماذا فعلنا للكورونا ؟

منذ أكثر من عام ونصف يعيش العالم فى أجواء غير مسبوقة جراء ما يطلق عليه وباء انتشار فيروس كورونا المستجد Covid-19 والذى بدأ فى مدينة أوهان الصينية قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل.



عند تلك البداية اعتقد البعض أن هذا الوباء سيمر سريعا بتأثيرات بسيطة مثلما حدث فى وباء السارس والذى بدأ فى نوفمبر 2002 واستمر حتى أغسطس 2003 وخلف وراءه 774 حالة وفاة وأكثر من 8 آلاف إصابة حول العالم وخلال تلك البداية اعتقد البعض أن الأمر بسيط وأن الفيروس مخلق ومستخدم ككجزء من مؤامرة دولية حيث تم تسريبه عمدًا من أحد المختبرات ثم ما لبث البعض على التأكيد بأن التسريب جاء نتيجة خطأ غير مقصود.

بعد فترة ونظرا لعدم وجود دواء أو لقاح بدأت منظمة الصحة العالمية فى اقتراح بروتوكول للعلاج يحاول القضاء على الأعراض ويتكون فى الأساس من مجموعة من المضادات الحيوية والفيتامينات مع إجراءات للعزل للمريض ولحالات الاشتباه مع التوسع فى عمل المسحات PCR واختبارات الدم السريعة Rapid Tests وهنا بدأ الخوف والهلع فى امتلاك قلوب الناس وتمت معاملة المرضى والمرض بأسلوب معاملة الطاعون فى القرون الوسطى حيث وصلت درجة الهلع إلى محاولة طرد الجيران المصابين بالمرض وظهور العديد من الحالات النفسية والعصبية المرتبطة بالخوف من الوباء.

وهنا بدأت الإجراءات الاحترازية من ارتداء للكمامات والتطهير بالكحول (70%) وإجراءات التباعد الاجتماعى والإغلاق والعمل والدراسة عن بعد مما ساهم فى زيادة معدلات خطط التحول الرقمى وارتفعت أسهم الشركات العاملة فى مجال المؤتمرات المرئية بصورة غير مسبوقة كما زادت مبيعات أدوية البروتوكول وأيضا تجهيزات مستشفيات العزل وأسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعى وأنابيب الأكسجين وخلافه.

موجات من الارتفاع والانخفاض فى معدلات الإصابة مع تشكيك مستمر فى الإحصائيات المنشورة فى جميع دول العالم مع حذر شديد فى التعامل مع المرضى وحالات الوفاة وانتشار أخبار إصابة بعض الشخصيات العامة وملوك ورؤساء الدول واستمر الوضع هكذا حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية وهنا وفجأة ظهر عدد كبير من اللقاحات فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا والصين وهنا بدأت حرب الإقبال على شراء تلك اللقاحات واعتراف الدول ببعضها وإنكارها للبعض الآخر والحقيقة أنه بالرغم من كل شىء خاصة عدم الثقة فى فاعلية بعض الأمصال أو التأثيرات المستقبلية لها جميعها إلا أن بداية حملات التطعيم قد أعطت العالم كله متنفسًا لإعادة الأنشطة وساعات العمل خاصة بعد تضرر الاقتصادات بشدة جراء إجراءات الغلق وتعطل حركة التجارة الدولية كثيرًا. والآن ربما تكون حالة الارتياح نتيجة تلقى اللقاح قد أدت نوعًا ما إلى حالة من التراخى فى اتباع الإجراءات الاحترازية وهو ما قد يؤدى إلى موجة رابعة من الوباء.

أيضا لا يمكن أن نغفل تحورات الفيروس المختلفة ودرجة مقاومتها للقاحات مثل دلتا ومو. تغريدة: اللهم ارفع الوباء وأعدنا إلى سابق الأمان.