الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يناير.. يوليو.. أكتوبر

يناير.. يوليو.. أكتوبر

من المؤكد أن القضية السكانية فى مصر هى إحدى أهم القضايا المصيرية والمؤثرة ليس اليوم فقط ولكن على مر العقود الماضية أيضا فالزيادة كبيرة أو بتعبير أكثر دقة «مهولة» وهى بالفعل تلتهم ثمار التنمية وتكبل كل الجهود الرامية إلى تحسين الظروف الاقتصادية والأحوال المعيشية للمواطن وتنعكس على كل ما يقدم له من خدمات.



وبالنظر إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بشأن أعداد المواليد خلال الفترات السابقة نجد أن بيان عام 2007 يشير إلى أن أعداد المواليد المسجلة فى هذا العام يصل إلى مليون و949 ألف مولود تقريبا وتتزايد تلك الأعداد وصولا إلى الذروة فى عام 2014 بإجمالى أعداد مواليد 2 مليون و 702 ألف مولود ثم تبدأ بالتناقص حتى وصلت إلى 2 مليون و 304 آلاف فى عام 2019 و إلى 2 مليون و232 ألفا فى عام 2020.

أما ما لفت نظرى خلال الفترة السابقة من خلال متابعة إشعارات أعياد الميلاد على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» هو حجم أعياد الميلاد خلال أشهر العام المختلفة وهو وإن كان مجرد تحليل أولى سريع إلا أنه فى عينة مكونة من 5 آلاف شخص هو إجمالى الأصدقاء على هذا التطبيق فإن التحليل يكون سليما إلى حد كبير.

الملحوظة تتلخص فى تركز أعياد الميلاد فى أشهر يناير ويوليو وسبتمبر وأكتوبر بصورة أكبر من باقى أشهر العام كما تتركز كثيرا فى اليوم الأول من شهور يناير ويوليو وأكتوبر.

بالطبع هذا التركز ليس طبيعيا ففى الغالب يميل الأهل إلى التسجيل فى اليوم الأول من العام على الرغم من أن الولادة قد تمت قبل هذا التاريخ بأيام كثيرة خلال الشهر السابق-ديسمبر-وربما يكون ذلك لأسباب تتعلق بتمنى الحظ السعيد والحياة الموفقة للمولود الجديد ولذلك فنجد أن أكبر نسبة تتركز فى الأول من يناير، أمر مشابه يحدث فى الأول من يوليو والذى ربما لا يمثل نفس الأهمية النفسية فالارتباط بالأول من يوليو هو ارتباط مالى خاص ببداية العام المالى فى الموازنة الحكومية.

أما شهر سبتمبر وأيضا الأول من اكتوبر فهما مرتبطان بالتقديم للمدارس والتى تشترط سنا محددا فى الأول من أكتوبر لا يجب أن يقل عنه سن الطفل المتقدم.

يعضد هذا التصور البيانات الرسمية من الجهاز والتى تشير إلى أن أعلى نسبة مواليد مسجلة تكون خلال شهور يوليو ثم سبتمبر ثم أكتوبر ثم يناير وذلك بزيادة كبيرة وملحوظة عن باقى أشهر العام.

أما الوفيات فالأمر يختلف نوعا ما فالأعمار بيد الله ولكن قراءة الأعداد الشهرية للوفيات تشير إلى ملابسات أخرى وهو أمر يحتاج إلى تفصيل.