الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ركبـة ولـود

ركبـة ولـود

أثار تصريح الفنانة فيفى عبده فى أحد البرامج التليفزيونية والذى أشارت فيه إلى اعتقادها وهى صغيرة بأن البشر يلدون من ركبهم وذلك مثلما أفهمتها والدتها عاصفة من السخرية استمرت لعدة أيام على شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة.



وبالرغم من طرافة التصريح وخفة دم المصريين فيما علقوا به عليه إلا أن الأمر أعادنى إلى جلسات السمر والضحك مع الأصدقاء عندما نبدأ فى تذكر المعتقدات غير الصحيحة التى كنا نؤمن بها فى سنوات الطفولة الأولى سواء تلك التى كانت نتيجة استنتاجات شخصية او من خلال الأهل وكبار السن.

لايمكن لجيلى أن ينسى التهديد الذى كان المدرسون يلوحون به لنا ونحن طلبة فى المدرسة الابتدائية من أن عقابًا من لن يقم بعمل الواجب بأنه سيتم إلقاؤه فى «أوضة الفيران» وهى كما تخيلناها عبارة عن غرفة مظلمة رطبة تمتلئ بالفئران المرعبة، المشكلة أن بعضًا منا لم يتأثر بهذا التهديد كثيرًا لسبب أكثر غرابة من التهديد نفسه وهو ببساطة أن بعضنا لم يكن قد رأى فأرًا من قبل وبالتالى لايعرف ما هو هذا الشىء ولكنه يعرف أنه كائن مرعب.

أكذوبة  أخرى مرتبطة بنبذ الكذب والترغيب فى قول الحق والحث عليه مرتبطة بما يطلق عليها «العصفورة» وهى التى أوحى لنا الآباء بوجودها وأنها ستخبرهم بالحقيقة مهما حاولنا إخفاءها أو تغييرها.

وعلى نفس الشاكلة نجد حكايات عن «أمنا الغولة» وأيضا «الراجل ابو رجل مسلوخة» وهى حكايات لبث الرعب فى القلوب و بنفس الطريقة أصبنا بالرعب حتى من قبل أن نعرف ما معنى أن تكون الرجل «مسلوخة».

يحكى لى أحد الأصدقاء أنه كان يعتقد أن «الكنافة» تتم زراعتها وأن موسم الحصاد يكون فى شهر رمضان المعظم فقط نظرًا لأنه لم يكن يأكلها أو يراها إلا فى هذا الشهر الفضيل.

على المستوى الشخصى أتذكر أن ناظر المدرسة فى المرحلة الابتدائية كان رجلاً صارمًا تلقى طريقته الرعب فى قلوبنا وحدث يومًا أن عدت إلى المنزل متوترًا ومنزعجًا من وجود هذا الرجل وتصادف أن كانت إحدى السيدات من جيراننا فى زيارة لنا وبمجرد أن رأت كم التوتر والانزعاج الباديين فى ملامحى وعلى وجهى أن بادرتنى بالسؤال عن السبب وهنا أجبت بأن الاستاذ فلان يقوم بضرب الصبية بلا رحمة وأننا أخشى أن يأتى على الدور يومًا ما وهنا طمأنتنى وطالبتنى بألا أخاف حيث إن هذا الاستاذ «لو نفخت فيه حيطير» على حد تعبيرها وهو ما حاولت فعله فى اليوم التالى وبالطبع لم يحدث له شىء و هنا شككت فى قدراتى وأن «النفخة» لم تكن بالقدر الكافى.