السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اسمه الرحمن الرحيم

اسمه الرحمن الرحيم

أيها السادة المتكالبون على الحياة انتبهوا قبل فوات الأوان، نحن لن نحيا للأبد ولن نبلغ الجبال طولا ولن نثقب الأرض لكن ما سنتركه من آثار وأعمال سيحكى للأجيال القادمة ما فعلته أجيالنا، وما زرعناه ستحصد شوكه ووروده الأجيال القادمة وحين نكون نحن تحت التراب سيتلظى أحفادنا بما زرعناه من أشواك أو يتنعموا بما زرعنا من ورود!



أيها السادة هل تخيلتم الحياة بعد مائة عام كيف ستكون وأحفادكم كيف سيكونون وكم عددهم وهل سيذكروك أو يتذكروك؟ والحياة وطريقة سيرها وشكلها ونوعية العلاقات بين الناس بل بين الأمم وبعضها!

بداية لن تكون أنت يا من تكتب أو تقرأ هذه السطور موجودا ولن يتذكرك أي من أحفادك لأنه ببساطة أنت نفسك لا تذكر جدك الخامس أو حتى تعرف اسم جد أمك أو جدتها رغم أنك حفيدها فلما كل هذا الصراع ولما كل هذا التكالب والصراع على كل ما هو زائل؟

لذا دعونى أتساءل معكم لماذا كل هذا الكم من الصراع والكراهية والحقد وقطع الصلة بالآخر، أنت مغادر وهو مغادر لن يبقى أحد منكم مخلدا، الخلود لله وحده والبقاء لله وحده وكل شيء زائل إلى العدم حتى جسدك سيفنى ويعود كما كا فى أول مرة ترابى قد تدهسه الأقدام ذات يوم أو فى القرن القادم أو بعده فلماذا التعاظم والتعالى ولماذا كل هذا الشر البشرى المقيت ولماذا كل هذا الحب لجمع المال وكأنك مخلد لا يدركك الفناء وليس الموت فقط والفارق بين اللفظين شاسع وسحيق!

لعل أعظم صفات الله أنه الرحمن الرحيم، وهو صاحب هذه الصفة المطلقة فلا رحمن قبله ولا رحمن بعده ولكنه وصف نفسه بهذه الصفة لنعرف أنه رغم أخطائنا وهفواتنا وزلاتنا فسبحانه رحيم رحمن بالعباد ولكن ونحن المخلوقات الضعيفة المخلوقة من طين أصبحنا نفتقد هذه الصفة تقريبا أمام الرغبة المتوحشة فى جمع المال والعقار، لقد نسينا أن هناك آخرة ونهاية لكل ما نحن فيه وآلهتنا الحياة فزاد الظلم وزادت القسوة بيننا، وقديما سألوا حكيما طاعنا فى السن كيف رأيت الحياة يا أيها الحكيم؟

قال هى كنهر له ضفتان ونحن فيها نعبر من ضفة إلى ضفة وهذا العبور فى عمر الزمان كطرفة عين لا أكثر وأقول هذا الكلام لأنى قرات قبل قليل شكوى لمسنة تقول إن صاحب البيت سيطردها صباحا من الشقة وزوجها لأنها تعجز عن دفع الإيجار له رغم ثرائه وتعدد أملاكه !

أيها السادة الخالق اسمه الرحمن الرحيم تعالى وجل فى علاه.