الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السينما وتاريخنا المصرى

السينما وتاريخنا المصرى

رغم أن الشعب المصرى كان مفتونًا بزعيمه الذى قاد ثورة  1919 ضد الملك والإنجليز إلا أن فكرة إنتاج فيلم عنه فى عهد الملك فؤاد كان ضربًا من الخيال، وكان سعد زغلول الذى نفى مرتين خارج البلاد هو الزعيم الذى يعشقه المصريون بعد أن حمل علم الكفاح ضد الإنجليز وسانده الشعب فى كفاحه وأصبح زعيم الأمة صاحب الشعبية الجارفة هو الأقرب والأحق بإنتاج سينمائى ضخم عنه ولكن كيف والإنجليز وحتى الملك يناصبونه العداء ويتخلصون منه بالنفى مرة بعد أخرى، وبالتالى ورغم أن محمد على كان ينظر له على أنه مؤسس مصر الحديثة  إلا أن ظهور زعامات وطنية فى ذلك الوقت أبعدت صناع السينما عن فكرة عمل فيلم يمجد أعماله وكان من هذه الزعامات إضافة إلى سعد زغلول الذى توفى 1927 الزعيم مصطفى كامل ومن بعده الزعيم الأعظم محمد فريد الذى مات فقيرًا بعد ثراء فى منفاه وبالتالى كانت الأولوية للزعامات الوطنية تؤرخ لسيرتهم الوطنية. 



وبعيدًا عن ضعف فؤاد وقوة الزعامات الوطنية التى ظهرت وأبطلت فكرة إنتاج فيلم عن محمد على كان هناك الاحتلال الإنجليزى الذى حارب بكل قوة فكرة أن تكون هناك سينما وطنية بل إنهم أصدروا قانون تنظيم الرقابة على الأعمال الفنية ونصت فى المجمل بعض فقراته على ضرورة مراعاة الدقة والحذر فى تناول الموضوعات التاريخية ومنع الموضوعات السينمائية التى تنتقد الملكية أو الاحتلال الإنجليزى وبالتالى أصبح المنتجون فى غنى عن الخسائر التى قد تنجم عند إنتاج فيلم وطنى أو تاريخى سواء عن محمد على أو أي من الزعامات الوطنية والتاريخية ولكن منتج فيلم «لاشين» تحمل ما لا يطاق من خسائر بعد أن تم سحب الفيلم من دور السينما باعتباره فيلمًا يعمل نوعًا من الإسقاط السياسى على أحوال الحكم وقتها وكذلك فيلم “مصطفى كامل” الذى منع من العرض ولم يعرض إلا بعد قيام ثورة 52.

ولما كان معظم المنتجين من الأجانب وأغنياء الحرب فقد أصبح من المستحيل إنتاج أفلام عن الشخصيات الوطنية وكما يقول جان ألكسان وهو يؤرخ للسينما المصرية فى كتابه «السينما فى الوطن العربى» إن صناعة السينما فى ذلك الوقت كانت فى يد المنتجين الأجانب والمتمصرين وهؤلاء طبعًا لا يمكن أن يساهموا فى تقديم أفلام تزيد فى إثارة الشعب وتدفعه للتخلص من الاستعمار الذى كان يحمى هؤلاء المستغلين من المنتجين الأجانب».إضافة إلى طبقة المنتجين الأجانب كانت هناك طبقة أخرى ساهمت فى تدهور السينما التاريخية وهى طبقة أغنياء الحرب التى ظهرت بقوة بعد الحرب العالمية الثانية وهكذا تأخر الفيلم التاريخى كثيرًا جدًا.  وللحديث بقية