الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
20 سنة إدارة (11)

20 سنة إدارة (11)

نأتى هنا إلى سؤال جدلى وهو «هل الإدارة قادرة على كل شىء؟» والمقصود هنا هل نظريات الإدارة وآلياتها وأساليبها المختلفة قادرة دائمًا على تحقيق الهدف، أعرف أن السؤال قد يبدو مطاطًا أو غير محدد وذلك يعود ببساطة إلى أن تعبير «كل شىء» هو تعبير واسع جدًا لا يمكن قياسه.



أحد تعريفات الإدارة المستقرة هو أن الإدارة هى «علم وفن تحقيق الأهداف» وعليه فإننا نجد مخرجًا كبيرًا لكل ما هو غير مألوف أو كل ما هو تلقائى أو غير قابل للتفسير أو للتنميط أن ندخله تحت جزئية «الفن» حيث يتوقف العلم بنظرياته عاجزًا عن إيجاد حلول وهنا تكون الكلمة العليا للفن.

ما دفعنى للتفكير فى هذه الجزئية هو لاعب الكرة العالمى «محمد  صلاح» والذى بدأ فى نادى اتحاد بسيون ثم عثماثون بطنطا ثم المقاولون العرب بالقاهرة ومنه إلى نادى بازل بسويسرا ثم تشيسلى الإنجليزى ثم إعارة إلى نادى فيورنتينا ثم نادى روما الإيطالى ثم نادى ليفربول الإنجليزى بإجمالى 210 أهداف فى 462 مباراة منذ بداية مشواره هذا بالإضافة إلى كم كبير من الجوائز حصل عليها خلال تلك الفترة بالإضافة إلى اشتراكه مع المنتخب المصرى لكرة القدم.

وهنا يكون السؤال عن ما الأساليب الإدارية التى من الممكن أن تنتج لاعبًا فذًا كمحمد صلاح؟ هل هى طريقة التدريب والتغذية وأسلوب الحياة؟ بمعنى هل توجد طريقة أو أسلوب إدارى يمكن من خلاله إنتاج لاعبين بنفس المستوى؟

الإجابة ببساطة أنه لا توجد طرق إدارية يمكن أن تنتج مثل هذا اللاعب فالأصل هو الموهبة وتلك الموهبة هى منحة من الله للشخص والتى من الممكن صقلها فقط من خلال التدريب والإعداد الجيد، فالأصل هو حسن اختيار النبيتة التى من الممكن أن تصل إلى هذا المستوى وهو الأسلوب المتبع فى كل دول العالم ولا يمكن لجيلنا أن ينكر فضل كشاف المواهب الكابتن عبدالمنعم حسن الشهير بعبده البقال الذى كان يجوب القرى والنجوع باحثًا فى الساحات الشعبية ومراكز الشباب عن المواهب التى من الممكن أن تتحول إلى نجوم.

وهنا يمكن إرجاع الأمر إلى إحدى أهم أدوات الإدارة ألا وهو عنصر الاختيار للمواهب والعناصر الواعدة وهى قضية تم فيها عدد من المحاولات لوضع استراتيجية لاكتشاف ورعاية الموهوبين فى مجالات عدة منها المجالات العلمية والرياضية ويبدو أن هذا هو الأسلوب الأمثل للوصول إلى التميز.

أتذكر أحد رؤساء الشركات الكبرى الذى التقيته يومًا ما وكنت أعتقد أنه سيكون فى غاية الانشغال نظرًا لحجم الشركة ونجاحها الكبير ولكن سرعان ما تملكتنى الدهشة  فور دخولى إلى مكتبه حيث وجدت سطح المكتب فارغًا تقريبًا ووجدته يستمع إلى موسيقى هادئة وخلال ساعة لم تصله إلا عدد محدود من الكلمات وهنا وجدتنى أسأله سؤالًا مباشرًا عن سر النجاح رغم الهدوء الشديد الواضح وهنا وجدته يرد ببساطة :إن السر يكمن فى حسن اختيار مساعديه وأن هذه هى استراتيجية الشركة وسر نجاحها على كل المستويات وصولًا إلى أدنى مستوى وظيفى بها.