الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا أرى ولا أسمع 1-2

لا أرى ولا أسمع 1-2

قامت أدوات عصر المعلومات وخاصة أدوات الذكاء الاصطناعى وتعلم الألة Machine Learning  بتدمير المقولة الشهيرة المستقرة المعنى التى تقول «ليس من رأى كمن سمع» وهى المقولة التى كانت تستخدم للدلالة على صحة خبر أو موقف ما، ففى الماضى كانت الشائعات تنتشر من خلال الأحاديث بين البشر فهذا يختلق خبرًا غير صحيح ثم يقوم بالحديث مع مجموعة من الأفراد فيقوم أغلبهم بإعادة الحديث بتفاصيل هذا الخبر مع آخرين وربما يقوم كل منهم بإضافة تفاصيل إضافية لم تكن فى الخبر الأصلى.



استمر الأمر كذلك حتى عصر الطباعة وهنا تقلص الاهتمام بما نسمع مقارنة بما نقرأ من كتابات ثم جاء عصر الفوتوغرافيا فأصبحت الصورة تتكلم وانتشرت عبارات مثل «صورة بألف معنى» و«صورة تغنى عن ألف كلمة»...الخ.

ومع بدايات التصوير الفوتوغرافى- القرن التاسع عشر- بدأ تزييف بعض من تلك الصور سواء بإضافة أو حذف بعض من تفاصيلها وصولًا إلى تزييف كل التفاصيل وهنا تجدر الإشارة إلى مدى انتشار تلك الآلية ومدى إيمان الناس بها سواء لعدم درايتهم بوجود أدوات للتزييف أو ببساطة لاتباعهم المقولة السابق الإشارة إليها فى أول المقال.

خلال تلك الفترة استخدم الإعلام غير المسئول تلك الأدوات لنشر كل ما هو غريب-وغير حقيقى أحيانا-مثل صور غير واضحة المعالم لما أطلق عليه مركبات الفضاء UFO أو لكائنات فضائية Aliens او لأشباح Ghosts أو لجثث متحركة....الخ.

وصل الأمر ببعض ممن هم غارقون فى نظرية المؤامرة إلى التشكيك فى هبوط الإنسان على القمر باعدا أن تلك الصور مفبركة أيضا.

ثم أتى عصر الحواسب الآلية وهنا بدأت موجة جديدة من تغيير الصور وانتشرت تلك الصور الغريبة ولكن بدقة وحرفية كبيرة مما جعل بعض الصحف تقع فى فخ التصديق وتقوم بنشر بعض من تلك الصور، أتذكر فى أوائل الثمانينيات الصورة الشهيرة لما أطلق عليه غابة شجرية بألمانيا تحتوى على تلافيف أشجار كتبت عبارة التوحيد وأيضا فى أوائل التسعينيات صورة لكائن غريب بجسم حيوان ورأس فتاة ادعى الخبر أنها بنت معاقة استهزأت بنصيحة أمها بأن تقرأ القرآن الكريم.

استمرت الأدوات التقنية المستخدمة فى معالجة الصور الثابتة Still Images فى التطور وصولًا إلى مستوى متقدم جدًا يجعل التعرف على الصورة المفبركة من الصورة الحقيقية أمرًا فى غاية الصعوبة بل قد يحتاج إلى خبراء متخصصين للتعرف عليها. غدًا نكمل