الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا أرى ولا أسمع 2-2

لا أرى ولا أسمع 2-2

احتاج الأمر إلى زمن طويل حتى يعتاد الناس على وجود تلك الصور المزيفة وإلى التعرف على الأدوات الفنية المستخدمة فى فبركتها وخلال تلك الفترة اتجه الجميع بقناعة غريبة إلى مقاطع الفيديو المصورة ووضعوا فيها كل ثقتهم بصورة تلقائية غير مبررة.



لكن للأسف الثقة فى تلك المقاطع أدت إلى العديد من المشكلات فمن بدأ بتزييف الصور اتجه أيضًا إلى تزييف المقاطع المصورة من خلال المونتاج أو تغيير الصوت حيث بدأ هذا بمقاطع مصورة غير واضحة Low Quality لا يمكن التحقق من حركة الشفاه ومن خلال أصوات شبيهة حتى وصلنا إلى ما يطلق عليه Deepfake وهو المصطلح الذى ظهر فى عام 2017 حيث انتشرت التطبيقات القادرة على توليد مقاطع فيديو مفبركة بالكامل وبجودة عالية High Quality  على مستوى الصوت والصورة.

دخل البحث الأكاديمى على الخط بداية من عام 1997 وظهر أول برنامج أكاديمى عام 2017 تم من خلاله عمل مقاطع فيديو زائفة للرئيس الأسبق باراك أوباما وتطور الأمر بعد ذلك بصورة غير مسبوقة ما تزال تأثيراتها على الإعلام وعلى جمهور المشاهدين كبيرة ومتشعبة.

لم يستمر الأمر داخل الجامعات والمراكز البحثية فقط بل تلقفه جمهور من هواة المبرمجين وقاموا بتطوير العديد من التطبيقات, هذا بالإضافة إلى انتشار العديد من التطبيقات المطورة بواسطة شركات برمجيات متخصصة بصورة أكثر احترافية.

أما عن الاستخدامات والأغراض فكثيرة ومتعددة منها محاولة تزييف التاريخ من خلال توليد مقاطع مصورة لشخصيات توفت ليتم على لسانهم إعطاء رسائل مختلفة عما ألفه الناس من تاريخ هؤلاء وما عاصروه من أحداث، من الأغراض الأخرى ما هو مرتبط بالابتزاز والمشاهد الإباحية أو فن التمثيل والسينما أو فى الأمور السياسية والدينية أيضًا.

وكما أن إنشاء تلك المقاطع يحتاج إلى خوارزميات معقدة للذكاء الاصطناعى وتعلم الآلة كما سبقت الإشارة فإن منصات التواصل الاجتماعى الشهيرة تعمد حاليًا إلى تطوير خوارزميات قادرة على اكتشاف المقاطع المفبركة, الغريب أن سياسات النشر لدى العديد من تلك المنصات لا تسمح لهم بمحو تلك المقاطع بل ستقوم فقط بالإشارة بجانبها إلى أنها مفبركة بنظام الـDeepfake  فقط وهو أسلوب يراه البعض غير كاف لمكافحة تلك المقاطع المغلوطة فيما يراها البعض أسلوبًا مناسبًا لرفع وتنمية الوعى بكيفية الاكتشاف, وهنا تبقى فقط الصفحات الموثقة الخاصة بالجهات الموثوق فيها كملاذ وحيد للمعلومات الآمنة والسليمة.