السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تستعد لإبهار العالم على طريق الكباش

مفاجأة تاريخية طريق الكباش ليست تسمية صحيحة والأدق «طريق المواكب الكبرى»!

أيام قليلة تفصلنا عن حدث تاريخى مهم ربما مثل موكب المومياوات الملكية الذى شهده وانبهر به العالم أجمع فى أبريل الماضى، والحدث الجديد هو افتتاح طريق المواكب الكبرى والذى نعرفه جميعا باسم طريق الكباش فى الأقصر،حيث تم الانتهاء من تطويره وترميمه الذى استغرق سنوات بدأت قبل ثورة يناير 2011،حتى انتهى وبات العالم كله على موعد مع إبهار جديد ستحققه مصر على طريق الكباش كما فعلت فى موكب المومياوات الملكية الذى انطلق من لمتحف المصرى بالتحرير وانتهى على أرض متحف الحضارة فى الفسطاط. 



تفاصيل كثيرة مثيرة ومدهشة عن طريق الكباش وتاريخه كشفها لنا الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك وطريق الكباش فى تصريحاته لروز اليوسف، مفجرا مفاجأة مثيرة عن التسمية الصحيحة للطريق وأنها ليست «طريق الكباش».

2700 متر من التاريخ

حيث قال إن طريق الكباش يبدأ من معابد الكرنك شمالا وينتهى عند معبد الأقصر جنوبا، وإجمالى طول الطريق 2700 متر، ويبدأ من الصرح العاشر المتجه جنوباً الى معبد نوت بطول حوالى 300 متر، ويخرج من عند معبد خونسو باتجاه الجنوب فى حدود 300 متر، ومن عند معبد نوت يتجه غربا باتجاه النيل وبعد 200 متر ينحرف جنوبا فى محور واحد إلى أن يصل معبد الأقصر بطول حوالى 2000 متر، موضحا أن الطريق يحتوى على 1059 قاعدة كبش، والكباش المتبقية صعب حصرها لأنها يومياً تتغير، حيث إن الحفائر تتم بصورة يومية وكل يوم نكتشف أجزاء كثيرة من تماثيل وبالتالى نقوم بترميمها واستكمالها وهنا يتغير العدد.

إحياء عيد الأوبت

وعن الاحتفالية قال:ستكون عبارة عن إعادة إحياء عيد الأوبت وهو أحد الاعياد المهمة التى كان يحتفل بها المصرى القديم فى الأقصر بصفة خاصةً، وهى احتفالية تخص ذكرى تزاوج المعبود آمون مع المعبودة أمونت وكانت تقام كل عام بعد انتهاء موسم الحصاد، وكان يتم الاحتفال بها من خلال خروج تمثال المعبود آمون الموجود فى مقره الرئيسى بمعبد الكرنك فى الزورق الخاص به من معبد الكرنك محمولاً على أكتاف الكهنة ويسيرون به من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، وذلك إما عن طريق النيل أو عن طريق المواكب الكبرى المعروف باسم طريق الكباش، ويتبعه فى الموكب باقى أعضاء ثالوث طيبة المقدس» آمون وموت وخونسو» وهم ٣ معبودات كان يتم حمل الزوارق الخاصة بهم من قبل الكهنة من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر.

والاحتفالية كانت تشهد مظاهر احتفالية جميلة جدا تم تصويرها على جدران معبد الأقصر، وفيها تفاصيل توضح المارشات العسكرية وعزف الموسيقى وقرع الطبول والضاربات على الصنوج والراقصين والراقصات ويقومون بحركات أكروباتية جميلة، وناس يشاهدون المواكب وهم يحتفلون سعداء وعدد كبير من الجنود يحملون الشعارات الملكية والدينية المختلفة، والجزارين قرب معبد الأقصر يقومون بذبح الأضاحى من الثيران الضخمة، وكثير من القرابين يتم تقديمها مثل الفواكه والمأكولات والنبيذ وأشياء، وتفاصيل أخرى كثيرة مصورة على جدران معبد الأقصر.

وفى عيد الأوبت كانت الاحتفالات تعم المدينة بالكامل لعدة أيام ما بين 11 - 26 يومًا، كان الموكب يخرج من الكرنك إلى معبد الأقصر ويستقر هناك طوال فترة الاحتفالات حسب مدتها، ثم يعود الموكب مرة أخرى إلى مقره الأصلى فى الكرنك، وخلال هذه الفترة كلها كانت تمتلئ مدينة الأقصر بالاحتفالات، واحتفالية افتتاح الطريق بعد ترميمه هى إعادة إحياء لاحتفالات أعياد الأوبت على طريق المواكب الكبري.

الدولة دعمت المشروع

وقال: بدأ الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف باسم طريق الكباش 1949، ونحن هنا نتحدث عن حوالى 72 عاما من الحفائر، والتى تخللتها اعمال الترميم والتوثيق بشكل كبير عبر عقود مختلفة من الزمن، وأغلب التماثيل التى كان يتم اكتشافها تكون على الأرض بجوار قواعدها أما لظروف بشرية أو طبيعية الى حد كبير، وكان يتم ترميمها وإعادتها لقواعدها مرة أخرى، والمشروع تضمن ترميم الطريق وأحواض الزهور بين كل قاعدة تمثال وآخرى.

كما تم عمل برجولات ومظلات خشبية مزودة بمقاعد على طول الطريق ما بين 50-100 متر مسافة بينها، وهناك تطوير كامل لوحات إرشادية وإضاءة ليلية جميلة جدا لإتاحة المكان للزيارة ليلاً وهناك سلات قمامة، وهو للموقع بحيث يخدم مختلف الزوار، وبعض الأماكن اعدت لتكون كافيتريات وأماكن استراحة.

أهم طريق أثرى بالعالم

 وقال الصغير:المردود الإيجابى لاحتفالية إفتتاح الطريق سيكون كبيرا، من خلال الإعلان عن افتتاح احد اهم الطرق الأثرية فى العالم كله وهو طريق المواكب الكبري، وبالتالى هذا الحدث سيحول مدينة الأقصر لواحدة من أكبر المتاحف المفتوحة فى العالم فعليا على ارض الواقع، وهذا سيساهم فى زيادة اعداد الزوار والسائحين المهتمين بالسياحة الثقافية فى مصر، ونتوقع احتفالية كبيرة جدا ومهيبة، لن نقول على غرار موكب المومياوات الملكية ولكن ربما تفوقها، وسيكون لها مردود كبير على المستوى السياحى والثقافى، وسيظهر دور مصر الريادى الحضارى فى العالم كله.

ليست كلها تماثيل كباش

 وعن الهدف الأساسى الذى تم من أجله إنشاء طريق الكباش قال: هو الاحتفالات والمواكب الكبرى، لذلك دعنا نتفق على أن التسمية الصحيحة للطريق هى طريق المواكب الكبري، لأن طريق الكباش ليست تسمية صحيحة، خاصة أن الطريق به عدة أنواع من التماثيل، منها تماثيل جسم أسد ورأس كبش وهى التماثيل الموجودة من الصرح العاشر حتى معبد نوت، وهناك تماثيل على شكل كباش خالصة وهذه موجودة أمام معبد خونسو، والجزء الأعظم من الطريق والممتد من معبد نوت فى الاتجاه الغربى ثم ينحرف جنوبا حتى معبد الأقصر بطول حوالى 2200 متر به تماثيل على شكل أبوالهول بجسم أسد ورأس أدمى تمثل الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة ال30 وهو من أنشأ هذا الجزء من الطريق، وبالتالى ليست كلها كباش والتسمية الصحيحة تأتى من الاستخدام الذى كان يتم أيام المصرى القديم وهو طريق المواكب الكبرى، وكان الهدف الأساسى مسير المواكب المقدسة الملكية والدينية من معابد الكرنك حتى معبد الأقصر والعكس.