الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطلاق وحوادث الطرق

الطلاق وحوادث الطرق

كثيرًا ما يطالعنا الخبراء عبر وسائل الإعلام المختلفة متحدثين بأريحية وثقة متناهية مشيرين إلى أن مصر هى الأولى عالميًا فى حالات الطلاق وفى حوادث الطرق وهو ما دفعنى إلى كتابة هذا المقال لمحاولة استجلاء الحقيقة وتوضيح ترتيب مصر الحقيقى فى هذين الأمرين.



أولًا: بالنسبة لحوادث الطرق تشير التقارير الصادرة من نشر المركز الإعلامى لمجلس الوزراء حول أهم إنجازات قطاع النقل خلال عام 2019 حيث احتلت مصر المركز 28 فى مؤشر جودة الطرق فى تقرير التنافسية عام 2019، مقارنة بالمركز الـ45 عام 2018، وتقدمت 90 مركزًا فى المؤشر ذاته فى عام 2019 مقارنة بترتيبها عام 2014. كما يشير تقرير آخر صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء إلى انخفاض معدلات خطورة الحوادث خلال عام 2017 لتصل إلى 1.6 حالة ما بين وفاة وإصابة لكل حادثة، مقارنة بنحو 2.1 حالة عام 2014 وإلى أن معظم الحوادث ترجع للعنصر البشرى بنسبة 79%.

بالطبع هذا الانخفاض فى معدلات الحوادث وهذا الارتفاع فى تصنيف جودة الطرق هما سبب مباشر لما تم إنجازه من شبكة طرق متميزة خلال السنوات السبع الماضية وحتى قبل هذا التاريخ فإن القول بأن مصر هى الأولى عالميًا هو قول غير صحيح حيث تشير إحدي الإحصائيات فى أحد تقارير منظمة الصحة العالمية إلى عدد كبير من البلدان -130 دولة- ببيانات عامى 2013 و2016 إلى أن المركز الأول فى أعداد الضحايا هى الصين يليها الهند ثم البرازيل ثم إندونيسيا وتأتى مصر فى الترتيب الـ16 فى هذا التقرير وأعتقد أن هذا الترتيب قد تراجع كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية بصورة كبيرة أيضًا مثلما ارتفع مؤشر جودة الطرق بصورة كبيرة خلال نفس الفترة أيضًا.

أما بالنسبة لحالات الطلاق ونفس الحديث عن أن مصر هى الدولة الأولى على مستوى العالم فى حالات الطلاق فإن تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وإن كان يشير إلى ارتفاع الأعداد من عام 2008 والذى وصلت فيه إلى 84.5 ألف حالة طلاق فى تصاعد مستمر وصولًا إلى الذروة فى 2019 بنحو 225.9 ألف حالة إلا أن العام الذى يلي-2020-شاهد انخفاضًا لأول مرة خلال سنوات القياس حيث وصل إجمالى أعداد الحالات إلى 214 ألف حالة.

أعرف أن حالات الطلاق بها إشكالية التوثيق والطلاق الشفهى وهى جدلية قد تحتاج إلى متخصصين ومقالات عدة إلا أن تقريرا آخر صدر ببيانات الأمم المتحدة  فى 2021 أشار إلى أن المتوسط الدولى لحالات الطلاق والبالغ 2.12 حالة لكل ألف عقد زواج يشير إلى احتلال روسيا المركز الأول بمتوسط 4.7 حالة ومصر فى المركز الـ24 بمتوسط 2.1 وهو أعلى قليلًا من المتوسط العالمى والغريب أن التقرير لم يشمل العديد من دول العالم بما فيها الدول العربية باستثناء قطر.

وفى جميع الحالات فإن البيانات المعلنة تفند تلك الادعاءات وعلى الخبراء ومن يتصدى للحديث إعلاميًا أن يراجع كل مصادر البيانات المعلنة قبل أن يلقى بقنبلة دخان لا عائد منها إلا الإثارة والبلبلة.