الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفقراء والبخلاء

الفقراء والبخلاء

لايوجد فى الحياة أسوأ من الفقر ولوكان الفقر رجلًا لقتلته سيدنا على بن أبى طالب هناك صنف من الناس متعهم الله بالصحة والعافية وكثرة المال إلا أنهم لحرصهم على الحياة الفانية يخضعون لوساوس الشيطان الذى يزين لهم حب المال، ويوسوس لهم أن التمسك به وعدم إنفاقه سواء على أسرهم وأولادهم أو على أنفسهم، أو إنفاقه على الفقراء الذين لهم حق فيه سيكون شراً عليهم، فتجد بعضهم يكنزه خشية نقصه، وتجده رغم وفرة المال يلبس ثياباً لا تليق به، وإذا سمع عن وليمة فى أى مكان ذهب إليها بدعوة أو بغير دعوة، حتى وإن كان الوصول إلى الوليمة سيراً على الأقدام حتى لا يدفع أجرة التاكسي، ولذلك قال بعضهم: 



والحرص إن يفسد شحاً باء صاحبه بالعار طال به مكثٌ أو انصرفا. 

كما أن البخيل الحريص يحرم نفسه من فضل الله وبركاته فيبعده عنها كما يقول المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه: «البخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس، قريب من النار».

وكثيرة هى البيوت التى تفككت وتشرد من فيها من زوجة وأولاد بسبب بخل رجل البيت أو الزوج أو الوالد الذى يبخل على أهله ويقتر عليهم، ويطلب أن يعيشوا على قدر حالهم ولا ينظروا إلى غيرهم سواء فى الملبس أو المسكن أو الأكل والشرب، وإذا سمحت نفسه واشترى لزوجته فستاناً أو لأبنائه أقام الدنيا وأقعدها، لماذا يصرون على شراء أغلى الملابس وأحدث الموديلات، ويحاول كل واحد إقناعه أن الدنيا تغيرت ولابد أن نساير الناس والعصر، فلم يعد كافياً أن يظل الإنسان بلباس واحد طوال العام، والجيران حولهم يلبسون ويغيرون الملابس، إن لم يكن كل يوم فكل ثلاثة أيام، وأحياناً تصطدم رغبات الزوجة والأولاد ببخل الزوج وحرصه على المال وحبه له وهنا يحدث ويكثر الطلاق والفراق بسبب البخل والحرص على الدنيا. 

فالبخيل شخص يعيش طيلة حياته دون أن يذوق طعم الحياة. 

يقول مصطفى لطفى المنفلوطى: البخلاء جمال عطشانة، والمياه محملة على ظهورها، وقيل: من يقر على نفسه يكدس الثروة لغيره وياليت كل بخيل يعرف ذلك حتى لا يحرم نفسه ومن يعولهم من الطيبات. 

ومن الأدوية النافعة لعلاج البخل التأمل فى أحوال البخلاء، وسوء الانطباع عنهم،.  أما الكريم فهو من يبذل الشيء من غير عوض .. كونوا كرماء يرزقكم الله من حيث لا تحتسبوا.