الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القول الفصل فى الذوق العام

القول الفصل فى الذوق العام

يقول الكاتب الكبير الراحل فؤاد قنديل فى كتابه البديع «فن كتابة القصة» والصادر عام 2002 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة جملة فى غاية الأهمية عن ارتباط الفن بالعصر آراها هى القول الفصل فى حل إشكالية أثارت الكثير من الجدل والنقاشات اطلعت عليها منذ أن بدأت فى الاهتمام بالثقافة والفنون وبالغوص فى أعماق الماضى وجدتها حاضرة بقوة أيضا.



الجملة ببساطة تقول «إن العصر يختار فنه ولا يختار الفن عصره» أى أن الفن نتاج للعصر ومتغيراته ومن هنا نجد ارتفاع موجة بعض الفنون و محتواها فى عصر ما بصورة قد تثير حفيظة الأحياء من من ينتمون فكريا وثقافيا الى عصور سابقة.

يتجدد هذا الجدل وتلك النقاشات كلما علت موجة جديدة من موجات الفنون ـ إن صح أن نطلق عليها هذا اللفظ أصلا ـ بين مؤيد ومعارض ولكل منهم وجهة نظره ثم ينتقل النقاش إلى مقارنة مستوى هذا الفن بمثيله فى عصور سابقة وهنا تبدأ الاقتراحات لوضع استراتيجيات وخطط للارتقاء بالفن المقدم ومحاولة الوقوف أمام الموجات الجديدة التى لا تناسب المؤمنين بفنون العصور السابقة.

الأمثلة كثيرة ومتعددة فما نراه فى فن الرواية أو فى فنون التمثيل والغناء والموسيقى من أمثلة صارخة تجعلنا رغما عنا نقارن بين ما كان وما هو كائن فعلى سبيل المثال نجد مقارنات بين زمن عبدالوهاب وأم كلثوم ورفاقهما وبين زمن المهرجانات الذى نعيش فيه الآن، مقارنات شبيهة تعرضنا لها منذ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات بين هذا النوع من الطرب وبين ما اطلق عليه انذاك تعبير «الأغنية الشبابية» مع وصف زمن عبدالوهاب بتعبير «زمن الفن الجميل» ووصف زمن الأغنية الشبابية بـ«زمن العجايب».

حاليا تدور النقاشات ونصف زمن الأغنية الشبابية بأنه هو «الزمن الجميل» وزمن المهرجانات بأنه «زمن المسخ» مع القليل من التذكر لما سبق هذين العصرين فأعداد من عاصر هذا الزمن أخذه فى التناقص بحكم السن وطول المدة الزمنية.

وفى الحقيقة فإننى لا أعتقد أن الاستراتيجيات والخطة الرامية إلى اعادة الذوق العام وإلى استرجاع «الزمن الجميل» قد نجحت بصورة ملموسة فالنتيجة واضحة لا تقبل الجدل.

إما عن الأسباب فيستطرد الأستاذ فؤاد قنديل عن السبب قائلا «لأن العصر هو ثقافة الناس وانجازاتهم وإيقاع الحياة التى يعيشونها ومن ثم تختار أرواحهم وعقولهم فنا يناسب ثقافتهم وحياتهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية أو يضطرون إلى إجراء تعديلات على بنية فن من الفنون القديمة ليصبح ملائما لهم والمثال الشهير على هذا هو الأزياء».

أعرف أن المقال سيثير جدلا يضاف إلى الجدل الدائر حول نفس القضية ليس على مستوى منطقتنا العربية فحسب ولكنه جدل لا نهائى يدور حول العالم اجمع وسيتسمر بلا توقف حتى قيام الساعة.