الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
20 سنة إدارة (13)

20 سنة إدارة (13)

أحد أهم أدوار الإدارة هو إدارة البشر،أى إدارة العاملين بالمؤسسة أو الشركة للحصول على أفضل النتائج بأقل الأخطاء وفى التوقيت المناسب وبتكلفة معقولة.



يبدو الأمر سهلًا على الورق ولكن هذا الجزء من مهام الإدارة يحتاج بالإضافة إلى الأسس والقواعد إلى قدر كبير من الكياسة والخبرة فى معاملة البشر ببساطة لأن لكل موظف خصائص قد تشترك مع باقى أقرانه وقد يكون له خصائص منفردة تحتاج إلى تعامل خاص، فالخلفية التعليمية والثقافية والاجتماعية والنوع ذكرًا كان أم أنثى وكذا أيضًا الحالة الصحية هى أمور تؤثر فى أسلوب عمله وقدرته على الإنجاز ولا يمكن إغفالها أو معاملة الجميع بنفس الطريقة.

بالطبع على الإدارة أن تقوم بتحفيز الموظف وأن يكون هناك قدر من الشفافية فى الإفصاح عن قواعد العمل بالشركة ولائحة الإثابة والجزاءات وكذا أيضًا طبيعة العمل والمستهدفات المطلوبة منه بأسلوب علمى قابل للقياس وهى ما يطلق عليها مؤشرات قياس الأداء (Key Performance Indicators KPI’s) مع تزويد الموظف بالدورات التدريبية المتخصصة فى مجال عمله والتى تساعده على رفع مستواه وزيادة كفاءته كما يجب أيضًا الاهتمام بتعزيز روح العمل الجماعى وبناء فريق العمل Team Building بأساليب متعددة منها عقد الاجتماعات والاهتمام بالمناسبات الاجتماعية وأيضًا تسهيل قيام الموظفين برحلات ترفيهية لهذا الغرض-أعرف بعض المؤسسات التى تصر على هذا سنويًا من خلال إقامة رحلات جماعية يتم فيها الذهاب إلى أحد الأماكن النائية وعمل مخيمات يقوم فيها العاملون بالتعامل مع الطبيعة ومع بعضهم البعض بدون النظر إلى المستويات الوظيفية- وبالطبع لا يتم الحديث فى تلك الرحلات عن أى أمر يخص العمل بل يكون الغرض الوحيد هو أن يقوم كل موظف باكتشاف شخصيات الزملاء والتقارب الإنسانى.

تشير إحدى مقولات الإدارة إلى أنه لا يوجد مرءوس سيئ ولكن يوجد مدير سيئ وهو الذى لا يستطيع أن يستفيد من قدرات الموظف نتيجة أسلوب التعامل أو نتيجة عدم وضعه فى المكان المناسب وهى مقولة صحيحة إلى حد كبير ولكن ليست على الإطلاق، ففى رحلة الإدارة صادفت بعض العناصر التى تقوض تلك المقولة تمامًا كان يتنقل الموظف بين أكثر من إدارة-أحيانًا 3 إدارات فى العام الواحد- ومع ذلك تأتى الشكوى من المديرين وأيضا من زملائه بأنه غير صالح للعمل معهم لدرجة أن قام أحد المديرين بتلاوة الآية 76 من سورة النحل فى وصف هذا الموظف قائلًا «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ « وللأمانة فإن هذا قد لا يعنى أن الموظف لا يصلح على الإطلاق بل ربما يصلح فى شركة أخرى لها طبيعة عمل مختلفة أو قد يصلح فى أن يقوم بعمل خاص به يفجر قدراته التى لا يراها أحد وهى أمور قد لا نستطيع تحقيقها نتيجة قواعد وقوانين العمل أحيانًا.