الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التحولات فى مجتمعنا وأسبابها

التحولات فى مجتمعنا وأسبابها

الجرائم التى أصبح المجتمع المصرى يعانى منها ومن غرابتها مؤخرًا لم تأت عفو الخاطر بل إن المجتمع المصرى وبكل أمانة شهد تحولات وانعطافات متدرجة أدت فى النهاية إلى ما أصبحنا عليه من تغير شديد فى الطبائع والسلوكيات وظهرت مع بدء هجرة المصريين إلى الدول البترولية وهى الهجرة التى خلقت و أسهمت فى إيجاد مشكلات متعددة على صعيد الأسرة تمثلت فى وجود أنواع متباينة من انحراف الأبناء أخطرها تعاطى المخدرات وممارسة كل ما هو غير مألوف نتيجة لغياب السلطة الأبوية وآليات الضبط الأسرى ودورهما فى عملية التنشئة الاجتماعية كما ساهمت فى قيام المرأة بأدوار تفوق قدرتها الأمر الذى يساهم فى تأنيث الأسرة وزيادة معدلات الانحراف بها، كما أن التوتر الجنسى والعاطفى الناتج عن هجرة الأزواج دفع بعض الزوجات للانحراف، كذلك عدم تناسب مستويات الدخول مع الأسعار وقلة فرص العمل المتاحة أمام الأفراد فى المجتمع خلق الكثير من المشكلات الأسرية خاصة لدى الأسر ذات الدخل المنخفض.



 وأدى ضعف القدرة المادية للشباب على القيام بنفقات الزواج نظراً لارتفاع تكاليف الزواج متمثلة فى المهور وصعوبة توفير مسكن لارتفاع أسعار السكن ساهم فى ظهور بعض التجاوزات فى القيم وبالتالى تم إيجاد البديل؛ فكان الزواج العرفى.

 والأخطر من ذلك الانفتاح على المجتمع الغربى من خلال وسائل الإعلام الحديثة والمتمثلة فى القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت وما تبثه من ثقافة غربية تساعد على إثراء الاهتمام بالجنس والعنف كان له أكبر الأثر فى خروج الأبناء عن المألوف فى أسرهم ومجتمعهم مما أدى إلى وقوعهم فيما هو محظور شرعاً وقانوناً.

كذلك ساهمت البطالة وانخفاض الدخول فى التأثير المباشر على نسق القيم والعلاقات داخل الأسرة والتى شكلت ضغوطاً مادية ونفسية مما أوجد بيئة مناسبة لنمو الأفعال العنيفة والعدوانية بين الأزواج تمثلت فى العنف الأسرى.»

لذا أصبحنا نسمع عن الجرائم الغريبة على مجتمعنا وآخرها جريمة الإسماعيلية البشعة والتى غدر فيها الصديق بصديقه المهندس وألقاه فى النهر غدرًا من أجل التخلص من مطالبات مالية مستحقة للمغدور.

وبناء عليه تبرز الحاجة لإجراء دراسات علمية تعتمد على خطوات منهجية محددة بعيداً عن الانطباعات المتحيزة حول التغيرات التى شهدتها المنطقة العربية فى السنوات الأخيرة، فى محاولة للوقوف على التحولات الاجتماعية التى يشهدها الواقع الراهن وانعكاساتها على الشباب، وما يكتنف ذلك من تحديات متزامنة تضفى قدرًا كبيرًا من الغموض فيما يتعلق تحديداً بمدى تحقق الأهداف التى سعت الحكومات لتحقيقها، ومن ثم استشراف المستقبل وما يمكن أن تفضى إليه هذه التحولات إيجاباً أو سلباً.