الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأصغر الأخطر

الأصغر الأخطر

عندما بدأت قيادة السيارة منذ سنوات بعيدة كانت النصيحة المتكررة لى بأن أبتعد عن شاحنات النقل والأوتوبيسات وأن أترك مسافة أمان كبيرة بينى وبينهم أكثر من تلك التى يجب أن أضعها مع السيارات الصغيرة.



بالطبع الأسباب كانت - ولا تزال - وجيهة ومنطقية فالمركبات الكبيرة لا يمكن لسائقها التحكم فيها مثل قدرته على التحكم فى المركبات الصغيرة وخاصة فيما يتعلق باستخدام المكابح-الفرامل- بسرعة وكفاءة هذا بالإضافة إلى أن الحجم الكبير ربما لا يمكنهم من رؤية المركبات الصغيرة وإذا حدث تصادم فإن الخاسر الوحيد فى أغلب الحالات ستكون المركبة الصغيرة وصاحبها أحيانا، والخسارة قد تتدرج من تضرر لجسم العربة وتهشم بعض أجزائها وصولا إلى تدمير المركبة بالكامل وقد تتدرج بالنسبة لقائدها من إصابة طفيفة وصولا إلى الوفاة لا قدر الله.

بعد ذلك بفترة ظهرت وانتشرت الميكروباصات فتكررت الحوادث وتمت إضافتها إلى قائمة محظورات الاقتراب مع الشاحنات والأتوبيسات الكبيرة ثم وصلنا إلى عصر التكاتك وهى عبارة عن دراجة نارية صغيرة يتم وضع شاسيه عليها وإضافة كنبة خلفية لنقل الركاب وهنا بدأنا فى عصر العبث الكبير فتلك المركبات والتى لا يوجد تقدير دقيق لعددها الفعلى حيث تشير بعض التصريحات إلى أن العدد فى حدود 2.5 مليون توك توك فيما تشير بعض التصريحات الأخرى إلى أن العدد وصل إلى 5 ملايين وبغض النظر عن العدد الفعلى وبغض النظر عن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لانتشار تلك الوسيلة من وسائل النقل الكسول ومحاولات التقنين أو الاستبدال إلا أن أسلوب القيادة لتلك المركبات قد أضحى مزعجا لسائقى السيارات بصورة غير مسبوقة، فالتوك توك لا يتقيد بقواعد المرور ويتحرك يمينا ويسارا باستهتار بالغين وتكوينه الهندسى لا يحتوى على أى درجة من درجات الحماية لراكبيه وهنا تغيرت النصيحة الأساسية لمن يبدأ فى قيادة السيارات وتحولت إلى أن الخطر الأكبر يأتى من التوك توك أكثر من شاحنات النقل والأتوبيسات والميكروباصات أيضا. استمر الوضع كذلك حتى عهد قريب بدأت فيه الدراجات النارية- الموتوسيكلات - فى الانتشار بكثافة والتى يتم قيادتها من خلال من يقوم بتوصيل الطلبات للمنازل –هوم دليفرى- أو المواطنين الذين يستخدمونها فى الانتقالات اليومية بصورة متزايدة بدون الالتزام بقواعد المرور أو اشتراطات وسائل الأمان ومنها ارتداء خوذة للرأس وهنا أجد أن وجوب تغيير التحذير والنصيحة السابقة لتكون تلك الدراجات النارية على رأسها فمن يعتبر نفسه محترف قيادة مثلى يقوم بهذا الفعل منذ عشرات السنين أجد أن الدراجات النارية هى الأخطر على الإطلاق.

منذ عدة أيام أثناء التحرك بالسيارة وجدت شخصا منتصبا يتحرك بجانبى بسرعة كبيرة وعندما دققت النظر وجدته يقف على لوح خشبى به عجلات وموتور صغير يطلق عليه «سكوتر» وعندما دققت النظر إلى ملامحه وجدته رجلا كبيرا، ابتسم لى ابتسامة ساخرا كإنما يقول لى إن «الأصغر قادم».