السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 20 سنة إدارة (14)

20 سنة إدارة (14)

كثيرًا ما أتعرض لموقفين متضادين تمامًا بالنسبة لعلاقة المرءوس بالمدير الذى ترك موقعه سواء إلى موقع آخر أو بسبب إحالته إلى المعاش.



الموقف الأول عندما يلتقى به مرءوسوه صدفة فى أحد الأماكن العامة وبمجرد أن يلمحه أحدهم فإنه يدير وجهه بعيدًا كأنما لا يراه وربما يقوم بتغيير اتجاهه وخط سيره تمامًا وذلك تجنبًا لإمكانية أن يواجهه وجهًا لوجه ويضطر إلى مصافحته أو تحيته بأى نوع من أنواع التحية.

الموقف الثانى والذى يأتى على النقيض تمامًا فبمجرد أن يلمح المرءوس هذا المدير السابق فإنه يتجه إليه سريعًا، ربما يغير اتجاه سيره أو يتوقف بسيارته ويترجل منها متقدمًا إلى هذا المدير مصافحًا إياه بحرارة شديدة وأحيانًا يختلط هذا بالأحضان والقبلات الحقيقية. فى الحالتين فإن العلاقة بين الطرفين تكون منتهية بالفعل فلا توجد أى مصلحة يحتاجها أو شر يتم اتقاؤه ويكون السبب الرئيسى لهذا الفعل هو البغض فى الحالة الأولى أو المحبة الصادقة فى الحالة الثانية.

والمدير الحقيقى يجب أن يتنبه إلى حقيقة أن الإنسان سمعة وأن يتحوط لمثل هذا اليوم, فالشدة غير المبررة أو القسوة والظلم لا تكون نتائجهما فى صالح هذا المدير على الإطلاق حتى وإن اعتقد أن هذا الأسلوب هو الأنسب للإدارة وللإنجاز فبغياب الحب والتقدير والاحترام لن تستقيم الأمور حتى وإن أتت تلك الأساليب بنتائج سريعة يعتقد هذا المدير من خلالها بأنه قد نجح فى مهامه الإدارية.

فالأصل فى علاقة المرءوس بالمدير أن يتم بناؤها على عنصرين رئيسيين هما الاحترام والفائدة، فهذا هو ما يرغبه كل مرءوس فى علاقته مع المدير أن يحترمه وأن يتعلم منه وغياب أى من هذين العنصرين يؤدى إلى خلل فى تلك العلاقة وهو ما سينعكس سلبًا على الأداء الإدارى وعلى النتائج المحققة على جميع المستويات.

تتجلى ذروة قضية السمعة عند وفاة هذا المدير, وهنا نجد أن المدير فى الحالة الأولى تلاحقه اللعنات وحالات التشفى وعبارات مثل «عليه من الله ما يستحق» أما فى الحالة الثانية فإن الإسراع إلى المشاركة فى الجنازة وتقديم واجب العزاء والدعوات المستمرة له والتى ربما يقوم المرءوس بإضافته إلى قائمة من يدعو لهم من الأهل والأقربين فى كل صلاة وعند تذكر أى من مواقفه المشتركة معه.