الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لست وحدك ولكنك لا تعلم

لست وحدك ولكنك لا تعلم

يوم السبت الماضى الموافق السادس من نوفمبر كان يوما عاديا، امسكت بالهاتف المحمول وقمت بتشغيل أحد التطبيقات التى تتيح الاستماع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى والغناء؟، أمر عادى أقوم به من وقت لآخر ولكن الأمر غير العادى هو أننى لاحظت ان صوت الموسيقى القادمة من الجهاز منخفضة للغاية، لم انزعج فى أول الأمر فهذا يحدث أحيانا، ربما قد اكون قد ضغطت على زر خفض مستوى الصوت لسبب أو لآخر وعليه فقد قمت بالضغط على زر رفع مستوى الصوت حتى وصل إلى الدرجة القصوى ومع هذا استمر صوت الموسيقى منخفضا، فكرت أنه ربما يكون مستوى الصوت فى تلك الأغنية منخفضا وعليه فقد قمت بتغييرها إلى أغنية أخرى وهنا لم أجد أى تغيير فى مستوى الصوت، قمت بعد ذلك بإغلاق التطبيق وتشغيل مقطع موسيقى مسجل على الهاتف، لم أجد أى اختلاف أيضا، قمت بالدخول على قائمة الاعدادات الخاصة بالصوت فوجدت أن مستوى الصوت مثبت على أعلى درجة وهنا بدأت فى التفكير فى الاسوأ، ربما يكون الهاتف قد سقط منى سهوا على الأرض وعليه فإن انخفاض الصوت قد يكون بسبب هذا السقوط أو ربما يكون غطاء الهاتف (الجراب) هو السبب وعليه فقد قمت بخلعه والاستماع مرة أخرى وأيضا لم أجد أى تغيير وهنا بدأت فى تصور سيناريوهات الإصلاح أو شراء هاتف جديد ثم خطر ببالى أن أقوم بإغلاق الهاتف وإعادة تشغيله مرة أخرى لعل وعسى وهو ما قمت به بالفعل وهنا عاد الهاتف إلى سابق عهده من حيث ارتفاع مستوى الصوت كما كان من قبل، بالطبع شعرت بالارتياح وأكملت ما كنت أقوم به بعد دقائق من التوتر والترقب والقلق.



بعد هذه الواقعة بيومين وجدت منشورا لدى أحد الأصدقاء على صفحته على تطبيق فيسبوك يتساءل هل حدث هذا الأمر لأحد من الأصدقاء وهنا اندهشت من كثرة التعليقات التى أشارت إلى حدوث أمر مشابه معهم جميعا وهنا قمت بنسخ المنشور مع بعض التعديلات وقمت بوضعه على صفحتى وما هى إلا دقائق معدودة الا وقد وجدت عشرات من التعليقات التى تشير إلى أن أمر مشابه-وسيناريوهات مشابهة-قد حدثت مع العديد من الأصدقاء الذين ظن كل واحد منهم أن ما حدث كان أمرا فرديا تعرض له بمفرده.

ثم بدأت التعليقات تتساءل عن أسباب ما حدث بين تبنى نظرية المؤامرة التى أؤمن بها من حيث قيام الشركات صاحبة تلك التطبيقات بالتنصت على ما نكتب ونقول وإمكانية سحب ما نضع من ملفات على تلك الأجهزة وبين من يفسر ما حدث بأنه نتيجة تعرض الكرة الأرضية إلى موجات كهرومغناطيسية شديدة القوة أدت إلى هذا العطل.

بعد عدة مراجعات ومحاولة لتحليل ما حدث وجدت أنه مرتبط بالمستخدمين لتطبيقى الماسنجر والواتساب وتحديدا لمن يستخدم تطبيق الماسنجر فقط.

وجدت بعض الأصدقاء لم تتأثر أجهزتهم وهم من لم يسمحوا لهذين التطبيقين بالسيطرة على الميكروفون الداخلى أو سماعات الصوت أو من لا يوجد لديهم هذين التطبيقين على الإطلاق.

وعليه فإن التفسير الأقرب إلى الصحة هو وجود تحديث جديد لتطبيق الماسنجر أدى إلى هذا العرض الواضح والذى يتطلب إعادة تشغيل الهاتف ليعود إلى حالته العادية. الطريف أنه لولا سؤال هذا الصديق وغيره من الأصدقاء لمر الأمر بدون أن نشعر أنه أمر عام ولكان كل منا قد استمر فى اعتقاده أن ما حدث هو أمر فردى حدث له فقط.

ما حدث ربما يؤكد لمن لا يريد أن يصدق أن تلك التطبيقات تسيطر على أجهزتنا تماما ويمكنهم من خلالها الاطلاع على كل الأنشطة التى نقوم بها وأعتقد كما يعتقد الكثيرون أن حصولهم على بيانات من تلك الأجهزة يتوقف على مدى أهمية صاحب الجهاز وليس لعدم قدرتهم على الوصول.