الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
افتح يا سمسم

افتح يا سمسم

تعتبر قصة «على بابا والأربعين حرامى» أحد أشهر القصص الموجودة فى العمل الشهير «ألف ليلة وليلة» والتى تحولت إلى أوبريت إذاعى شهير أذيع لأول مرة فى الإذاعة المصرية فى نوفمبر عام 1948.



فى هذا الأوبريت البديع يكتشف على بابا وجود عصابة مكونة من أربعين لصًا يخبئون المسروقات فى مغارة عجيبة يقومون بفتح بابها من خلال أمر شفهى بسيط «افتح يا سمسم» وهو الذى يتزامن مع موسيقى ساحرة للملحن الكبير عبدالرحيم على  جعلتنا نعيش أجواء الحدث وأدخلت فى نفوس المستمعين الكثير من النشوة والبهجة.

يحدث أيضا أن يقوم «قاسم» أخو على بابا بمعرفة كلمة الدخول واستخدامها للوصول إلى الكنوز المخبأة داخل المغارة ولكن لا يستطيع الخروج ببساطة لأنه قد نسى «كلمة السر» وباءت محاولاته للخروج بالفشل عندما حاول تخمين تلك الكلمة «افتح يا شعير» أو«افتح يا فول».

ومنذ انتشار تلك القصة وحتى وقت قريب كنا نعتبرها ضربا من الخيال الممتع حتى تم منذ أكثر من 70 عاما بداية العمل به وتم فى ستينيات القرن الماضى تركيب أول باب

أوتوماتيكى فى الولايات المتحدة الأمريكية ثم انتشر بعد ذلك انتشارا كبيرا فى جميع دول العالم وأصبح وجوده أمرا معتادا بعد أن كان مثارا للدهشة فى أول الأمر.

تطورت أساليب فتح الأبواب فمنها ما يعمل من خلال خلايا ضوئية تعطى أمرا كهربائيا لفتح الباب عند الاقتراب منه وصولا إلى أبواب تفتح من خلال كروت ممغنطة أو كلمات سر أو من خلال التعرف على وجه من هم مسموح لهم بالدخول..إلخ.

 تذكرت هذا الأمر عندما بدأ العالم مؤخرا فى الحديث عن «الميتافيرس» والتى ستستخدم لتصبح التقنيات الخاصة بها هى الأسلوب المعتمد للتواصل الاجتماعى فى المستقبل القريب.

تناول الحديث الكثير من الدهشة والإعجاب والكثير من الريبة والشك والرفض والخوف من هذا القادم الجديد.

فكيف لنا أن ننتقل عبر المكان والزمان ونحن قابعين فى حجراتنا كما كثر الحديث عن التأثيرات النفسية والعصبية والانعكاسات الاجتماعية الناجمة عن الانخراط فى هذا الأسلوب الجديد والذى قياسا على شبكات التواصل الاجتماعى بشكلها الحالى وما فعلته فينا فإن الأمر يبدومرعبا.

ربما ما شهدناه من تقدم تكنولوجى كبير خاصة فى السنوات القليلة الماضية يجعلنا ننظر إلى أى عمل أدبى أو فنى من النوعية التى يطلق عليها «خيال علمى» بالقليل من الدهشة والإعجاب فالتكنولوجيا أصبحت قادرة على فعل الكثير وتحقيقه وإتاحته إلى أعداد كبيرة من البشر وهوأمر جعل إعادة مشاهدة تلك الأعمال الفنية القديمة مملا جدا وهو أمر تستطيع عزيزى القارئ أن تشعر به بسهولة أثناء مشاهدة أحد الأفلام القديمة لجيمس بوند مثلا. ولا أدرى كيف سيكون شكل المستقبل عندما تتضاءل مساحات الخيال أمام الواقع شديد التعقيد والتطور فبدون تنمية القدرة على التخيل فإن القدرة على الاسترخاء والإبداع ستتأثر كثيرًا.