الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الميتافيرس وصراع الكبار

الميتافيرس وصراع الكبار

بعد مضى أيام قليلة على إعلان مارك زوكربرج مؤسسة شركة «ميتا»-فيسبوك سابقًا- عن الميتافيرس كأسلوب جديد للتواصل الاجتماعى وذلك خلال المؤتمر السنوى للشركة فى 28 أكتوبر الماضى والذى قام من خلال فيلم تعريفى طويل-70 دقيقة- بشرح عام ومبسط عن هذا النمط من التواصل والمكونات الرئيسية له إلا وخرجت علينا شركة مايكروسوفت الشهيرة بإعلان مماثل عن ميتافيرس خاص بها يستخدم بالأساس من أجل الأغراض المرتبطة بالعمل والتعلم وذلك ببساطة من خلال تطوير تطبيق «تيمز» Teams الحالى ليتواءم مع أسلوب الميتافيرس من خلال إتاحة نفس الخدمات ولكن بصورة ثلاثية الأبعاد.



ولأن الميتافيرس ليست فكرة جديدة يمكن لمارك تسجيلها باسمه وعليه فيستطيع حماية منتجاته الجديدة من أن تقوم شركات منافسة بالإعلان عن تطبيقات مثيلة فإن المجال مفتوح أمام كل الشركات بأحجامها المختلفة حيث تستطيع أى شركة إنشاء الميتافيرس الخاص بها وهو ما قد يحرم مارك من السيطرة الكاملة على هذا العالم الافتراضى الجديد مثلما توقع البعض فى بداية تصريحاته والتى وصلت إلى تسميته بأنه سيكون «إله العالم الرقمى» God of Virtual world.

أتوقع ألا يقتصر الأمر على ما أعلنته شركة مايكروسوفت من تطوير لمنتجاتها ففى الغالب ستحمل الأيام القليلة المقبلة تصريحات مشابهة من كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل أمازون وآبل وعلى بابا وخلافه وهنا ستصبح الإشكالية فى كيفية التنسيق بين تلك العوالم الافتراضية، هل ستكون عوالم منفصلة بمعنى أن المستخدم سيكون لزاما عليه أن يدلف إلى ميتافيرس مارك زوكربرج من أجل التواصل الاجتماعى والشراء من خلال الشركات المعلنة داخله ثم يقوم بالخروج منها والدخول إلى ميتافيرس بل جيتس من أجل العمل أو ميتافيرس شركة أمازون للقيام بتجربة تسوق جيدة؟.

أم أن تنسيقًا ما بين الكبار سيجرى إتمامه فى المستقبل من أجل توافق تلك العوالم معا لجعل تجربة المستخدم أسهل وأكثر  سهولة ونعومة وشفافية Seamless ويتم التنسيق فيما بين تلك الشركات داخليًا؟

ربما قد تحدث عدة تحالفات بين بعض من أصحاب تلك العوالم لعمل تكتلات متنافسة وتكون الغلبة للتكتل الأكثر جاذبية والأسهل فى الاستخدام والأرخص سعرًا فيما يخص أدوات الدخول وسرعات الشبكات المطلوبة وهنا قد يصل الأمر إلى تخارج بعض الشركات من هذا العالم أو اضطرارها للاندماج مع التكتل الرابح.

كل هذا لا يمنع إمكانية أن تبقى الميتافيرس محدودة الحجم والاستخدام وليس كما حاول مارك الإيحاء بإمكانياتها اللامتناهية كما جاء فى الفيلم التعريفى السابق الإشارة إليه.

على الجانب المتشائم نجد البعض يتنبأ للميتافيرس بالفشل واستمرار العالم الرقمى بشكله الحالى ولديهم فى ذلك حجة وتجارب سابقة فى العديد من التقنيات شديدة التطور والتى لم تلق الإقبال المطلوب من جموع المستخدمين وهو ما جعلها مجرد ابتكارات علمية موجودة فى الأبحاث والدراسات العلمية المتطورة بدون أى تواجد على أرض الواقع. تغريدة: أن غدًا لناظره قريب