الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
20 سنة إدارة (15)

20 سنة إدارة (15)

لاشك أن للقوانين والقواعد والتعليمات الإدارية أهمية كبيرة فى تنظيم العمل وتحقيق الأهداف التى هى بالأساس الغرض الأساسى والرئيسى والذى لا يتحقق بدون إدارة جيدة للموارد المتاحة من خلال أنشطة وعمليات محددة بدقة والتى إن تم تنفيذها فإن أهداف الإدارة تتحقق ويعم النفع. وبالرغم من أن العبارة السابقة سليمة تمامًا ولا خلاف عليها إلا أننا نصطدم أحيانًا بواقع لا تتحقق فيه النتائج طبقًا للمعايير الموضوعة والمستقرة وهو أمر مشابه تمامًا لحالة العجب والاندهاش وربما الصدمة التى تنتابنا عند إعداد وجبة للأكل يتوافر لإعدادها كل العناصر المطلوبة لعمل «طبخة» شهية ومع وجود الطباخ الماهر الذى يعرف كيف يمكن أن تدار العمليات باستخدام «المقادير» المطلوبة إلا أن النتيجة النهائية لاتكون كذلك.



وهنا نعود فنتساءل عن الأسباب ونبدأ فى تحليلها عنصرا تلو الآخر متهمين العناصر أو المقادير الداخلة فى الطهى ثم نتجه إلى الطاهى ونتهمه بعدم اتباع القواعد والإجراءات المطلوبة ثم نتجه إلى اتهام الإجراءات ذاتها بأنها هى السبب فى عدم خروج «الطبخة» بالمستوى المطلوب.

والحقيقة فإن كل الاتهامات السابقة هى اتهامات مشروعة ويجب أن نستمر فى تناولها ومحاولة علاجها بصورة دورية إلا أننا فى الكثير من الأحيان نصل إلى نفس النتيجة بعد فترات زمنية طالت أم قصرت ومن ثم فإننا نعود إلى نفس قائمة الاتهامات مرة أخرى ونبدأ فى تعديلها مرة ومرات وهكذا نستمر فى نفس الحلقة المفرغة إلى ما شاء الله.

رأيت هذا بنفسى مرات عدة وأيضًا حاولت أن أتبين سر التميز للحالات الناجحة، بالطبع وجدت اختلافات فى العناصر والعمليات والقائمين عليها و لكن ما أثار انتباهى إلى أنه فى حالة تطابق تلك المكونات ومع ذلك يستمر الفشل حليفًا لمجموعة فيما تنجح مجموعة أخرى جعلنى أنظر فيما وراء ما هو ظاهر وطاف على السطح وهنا أستطيع أن أقول بكل ثقة أن العنصر المفقود هو عنصر الشغف وعدم التنازل عن مستوى معين من مستويات الإتقان فبدون وجود الشغف –ربما يسمى أيضا الإخلاص- فإن النتيجة النهائية لن تكون مرضية مهما وضعنا من قواعد أو حصلنا على أفضل المدخلات للعملية الإنتاجية أو طبقنا أعلى المعايير.

ولا أريد أن أربط الشغف بمراقبة الله فى القول والفعل لأننى ببساطة سأجد من يجادل قائلًا «وكيف تفسر تفوق الملحدين الذين لا يؤمنون أصلًا بوجود إله؟».

والحقيقة فإن هذا الأمر رغم  أهميته وخطورته إلا أننى لا أجد له حلًا إلا المزيد من بناء القدرات ونقل العاملين من مرحلة الإلزام الخارجى إلى مرحلة الالتزام النابع من الداخل....ليتنا نعرف كيف نستطيع فعل هذا الأمر.