الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يلا نعمل مهرجان

يلا نعمل مهرجان

جاء قرار منع 19 مطرب مهرجانات من الغناء ليثلج صدر العديد من المصريين بعد أن ساهمت هذه النوعية من الأغانى ذات الكلمات البذيئة والمعانى الوقحة والألحان المثيرة للاشمئزاز فى التأثير على الذوق العام للأجيال المقبلة، فأصبحت مصطحاتهم يشوبها العشوائية واللامنطقية وعدم الاحترام.



الكارثة الحقيقية أن أطفالا صغار فى عمر الزهور يرددون كلمات هذه الأغانى التى يطلق عليها «مهرجانات» بكل فخر وزهو وطلاقة وترحيب من الأهل وضحكات وقهقهات على «أن ابنى كبر وبقى يحفظ اغانى ويرقص عليها غير ابهين أو مهتمين بأن هذه الكلمات غير المفهومة والتى ليس لها معنى ستحفر فى وعى الاطفال وتمثل مخزونهم الثقافى فى الكبر وستصبح حصيلتهم اللغوية تتضمن اشرب حشيش وخمور، وكله طار فى المطار وهاتى حتة يا بت، وما إلى ذلك من كلمات وعبارات وجمل ليس ذات معنى أو قيمة لا يمكن أن تكتب فى كتب أو تقال أمام آخرين يحملون قدرا ولو قليلًا من الثقافة.

الأدهى من ذلك أن الموسيقى المصاحبة لهذه الأغانى صاخبة لدرجة تجعلك تكاد أن تجن وتفقد السمع، لاسيما عندما يشغلها سائقو التكاتك بكل أريحية وكأنك مستغنى عن أذنك أو ليست موجودة من الأساس، ويذكر برفسور علم النفس الكلينيكى الدكتور روبرت بيلنجز أن التعرض على المدى الطويل لموسيقى منخفضة الترددات ومرتفعة الشدة، قد يسبب مضاعفاتٍ يمكن أن تؤدى إلى الموت، حيث إنّ ما يحدث عند سماع أى نوع من أنواع الموسيقى الصاخبة أنّ هذه الذبذبات و الترددات العالية تخترق جسم الإنسان وتنفذ إلى أعضائه الداخلية، فيفسرها الجسم بأنها خطر عليه، فيفرز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزون، فيسبب ارتفاعًا شديدًا فى ضغط الدم ودقات القلب والكولسترول. 

ويؤدى الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة إلى أضرار على مستوى كل خلية من خلايا الجسم، ويفسرها الجسم كصورةٍ من صور الألم ليزيد من معدّل إفراز الهرمونات المسكنة، وما يصاحبها من نشوة ولذة ومتعة، وذلك ما يفسر إدمان المراهقين على هذا النوع من أنواع الموسيقى.

هناك ضرورة ملحة للاهتمام بتدريس الموسيقى فى المدارس، منذ المرحلة الابتدائية وفى المراحل التعليمية المختلفة، حتى نبنى جيلًا يتمتع بالأخلاق الرفيعة ومهذبًا وناجحًا، بعيدًا عن التطرف والبلطجة والقتل، وأكد المثير من خبراء التربية أن التربية الموسيقية هى إحدى المواد الأساسية التى تُربى وتؤسس الوجدان لدى الطلاب منذ الصغر، وتهذب النفس، وتُعطيه القدرة على الإبداع والابتكار، وتصبح لديه رؤية فنية وحس موسيقى، لأن تلك المهارات لا تُنمى لديه عن طريق القراءة والكتابة فقط، ومن يتعلم موسيقى منذ الصغر، سيصبح شخصا راقيا وصعب ان يصل لمرحلة العنف ضد الآخرين، ولن يكون لديه استعداد للتطرف، واستحالة يضرب أو يقتل.

نحن بحاجة إلى مثل هذا القرار فى كل مجالات وليس فى الموسيقى والغناء فقط حتى لا تكون قدوة الأجيال المقبلة أشخاص مثل شاكوش أو بيكا أو موزة أو غيرهم من أسماء غريبة مريبة من يطلقون على أنفسهم مطربى مهرجانات ولكن ذلك لا يمنع أن هذا القرار يحتاج إلى أن نعمل مهرجانا.