الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأيديولوجية المطلوبة

الأيديولوجية المطلوبة

الأيديولوجية كلمة ذات مقطعين مشتقة من اللغة اليونانية القديمة، المقطع الأول «ايديا» أى فكرة وهى التى تحولت فى اللغة الإنجليزية إلى Idea والمقطع الثانى «لوجوس أى علم وعليه فتكون الترجمة الأقرب للمعنى المطلوب هى «العقيدة الفكرية» أى مجموعة الأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة التى هى الدافع خلف السلوك.



وبعيدا عن أصل الكلمة فإننا قد تعرضنا إليها كثيرا فى الفترة الأخيرة وقمنا بتقسيمها إلى أيديولوجيات ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وأيضا دينية.

وعند محاولة التحرك بين المدارس أو الأيديولوجيات المختلفة داخل قسم من الأقسام السابق ذكرها نجد الناس قد انقسمت إلى ثلاثة أقسام رئيسية أولها القسم المؤمن بأيديولوجية ما إيمانا مطلقا والذى يصل أحيانا إلى حد التعصب الأعمى وعلى الجانب الآخر نجد قسما رافضا لها رفضا يصل إلى درجة الكفر المطلق بل أحيانا الهجوم المحموم على تلك الأيديولوجية وما تحمله من أفكار واعتبار المؤمنين بها من الأعداء وهنا قد يصل الوضع أحيانا إلى الاشتباك بالأيدى عند احتدام النقاش. النوع الثالث أراه أقرب إلى العقلانية حيث يتفق مع بعض مفردات ومكونات أيديولوجية ما فيما يختلف مع باقى المفردات وهو النوع الذى أراه أكثر معاناة فى عمليات الفرز لكل فكرة على حدة وأيضا فى العداء الوارد مع النوعين السابقين.

وللأسف نجد أن بعض الأيديولوجيات تتبنى أساليب لإجبار الجميع على تبنيها من خلال سلطة القائمين عليها المقتنعين بها وأحيانا أخرى تنتهج الأيديولوجية منهج العنف لفرض تلك السيطرة بل تعتبره أحيانا أحد ضرورات البقاء والانتشار.

وللأسف الشديد فإن بداية الانتماء لإحدى تلك الأيديولوجيات يحدث فى سن مبكرة لا يكون الفرد فيها قادرا على التمحيص والفرز ولا يمتلك الشجاعة الكافية ولا الحجة لإظهار اعتراضه على بعض من تلك الأفكار ولا يجد فى قاموسه أفكارا أخرى ليثبت بها فكرة مخالفة، ثم يكبر هذا الشخص فتغطى عينيه وعقله تلك الأيديولوجية ويتحول إلى كائن متعصب يرفض أى تغيير حتى ولو اقتنع به.

وقفت بين تلك الأيديولوجيات المختلفة ووجدت أنها مجرد أفكار ومحاولات للوصول إلى الهدف وهنا أحسست أن من الأفضل أن يكون الهدف محددا ولأن هدفى محدد فإننى أعتبر أن الأيديولوجية التى تمثلنى هى «الوطن».